وَقَالَ متغزلا فى الصالحية ورياضها ومتشوقا اليها
(لله ايام لنا ... سلفت بسفح الصالحيه)
(قد طَابَ لى فى ظلها ... عرف الصبيحة والعشيه)
(أَيَّام كنت من الشبيبة فى بلنهية هنيه ... )
(وبساعدى خنث الشَّمَائِل ذُو لحاظ جؤذريه ... )
(رشأ يُدِير سلافة ... من مقلتيه البابليه)
(أضحى يفوق للحشا ... من قَوس حَاجِبه حنيه)
(كَيفَ النجَاة وَلَيْسَ لى ... من سهم ناظره تقيه)
(قسما بمبسمه الشهى وَمَا أحيلاه اليه ... )
(وَبِمَا حواه من ثناياه الْعَذَاب الؤلؤيه ... )
(وبطلعة كالبدر تحملهَا قناة سمهرية ... )
(وبمقلة قد علمت ... هاروت كَيفَ الساحريه)
(وبريقة كالمسك ... ممزوجا براح قرقفيه)
(وبصبح فرق تزدرى ... أنواره الشَّمْس المضيه)
(وبليل أصداغ بِهِ ... سفهت رى المانويه)
(مَا حلت عَن سنَن الغرام وَلَو تجرعت المنيه)
(تفدى ليالينا الَّتِى ... سمحت بِهِ نفسى الابيه)
(حَيْثُ الرياض ظلالها ... بالوصل وارفة نديه)
(وَالْوَرق تهتف فى الغصون بِطيب أحلان شجيه ... )
(باتت تبث لى الْهوى ... وأبثها وهى الخليه)
(بعثت لى الاشواق حَتَّى حركت منى السجيه ... )
وَكتب الى الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن العمادى فى صدر كتاب قَوْله
(الْقلب أصدق شَاهد ... عل على صدق المحبه)
(وَمن الْقُلُوب الى الْقُلُوب موارد للحب عذبه ... )
(طُوبَى لمن يسقى بكاس شرابها الْمَخْتُوم شربه ... )
فَكتب اليه العمادى فى الْجَواب قَوْله
(الْحبّ اظهر من اقمة شَاهد بَين الاحبه ... )