للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سبع وَعشْرين وَألف وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير

يُوسُف بن زَكَرِيَّا المغربى نزيل مصر الاديب الشَّاعِر قَالَ الشهَاب فى تَرْجَمته عَزِيز مصره بنانا وبيانا ويوسف عصره حسنا واحسانا نَشأ يتعاى صَنْعَة الادب ويربط بِأَوْتَادٍ شعره كل سَبَب ويشارك فى تِجَارَة الْفضل بِنَصِيب ويرمى لاغراضها كل سهم مُصِيب بطبع ألطف من نسمَة الشمَال سرت سحرة بليلة الاذيال متتابعة الانفاس فنبهت طرف نور فى مهد الرياض نُعَاس وَقد خمشت الصِّبَا خد الشَّقِيق وخاضت بحار الدياجى من كل فج عميق مرتدية برداء السحر معانقة لقدود الشّجر ثمَّ قَالَ وَله مورد من الادب صفى وديوان سَمَّاهُ الذَّهَب اليوسفى والذى رَأَيْته من خَبره أَنه قَرَأَ بِمصْر وَأخذ عَن يحيى الاصيلى وَبِه تخرج والبدر القرافى وأبى النجا سَالم السنهورى والاستاذ مُحَمَّد البكرى قدس سره وَغَيرهم وَمن شعره قَوْله

(أوصيك ان شخص غَدا ... يضْحك ان مر بكا)

(لَا تغتترر بضحكه ... فان هَذَا كالبكا)

وَقَوله

(اشرب وَلَا تعتب على عاذل ... فَمثله فى النَّاس لم يعتب)

(وان تكن يَا سيدى طَالبا ... درا وياقوتا من الْمطلب)

(فالكاس والصهباء فِيهَا الْغِنَا ... فَخذ حَدِيث الْكَنْز عَن مغربى)

وَله أَيْضا

(جعلُوا الشُّعُور على الخصور بنودا ... والراح ريقا والشقيق خدودا)

(جعلُوا لاصباح مباسما ثمَّ الظلام ضفائرا ثمَّ الرماح قدودا ... )

(والورد خدا والغصون معاطفا ... وَالشَّمْس فرقا والغزالة جيدا)

(وَرَأَتْ غصون البان أَن قدد وهم ... فاقت فاضحت ركعا وسجودا)

وَهَذَا كَقَوْل ابْن قلاقس من قصيدة أَولهَا

(عقدوا الشُّعُور معاقد التيجان ... وتقلدوا بصوارم الاجفان)

وَله فى مليح اسْمه رَمَضَان

(رَمَضَان قد جِئْته رمضانا ... وَهُوَ بدر يفوق كل الحسان)

(قلت صلنى فَقَالَ وَهُوَ مُجيب ... لَا يجوز الْوِصَال فى رَمَضَان)

وَهَذَا كَقَوْل الآخر فى هَذَا الْمَعْنى

(بليت بِهِ فَقِيها ذَا جِدَال ... يُجَادِل بِالدَّلِيلِ وبالدلال)

<<  <  ج: ص:  >  >>