(طلبت وصاله والوصل حُلْو ... فَقَالَ نهى النبى عَن الْوِصَال)
قَالَ الشهَاب وَاعْلَم ان هَذَا كُله لَيْسَ بِشعر ترتضيه الادباء وَهُوَ كل شعر اكثر فِيهِ من البديع قَالُوا وَأول من أتلف الشّعْر العربى بِهَذَا النمط مُسلم بن الْوَلِيد ثمَّ تبعه أَبُو تَمام وَأحسن هَذِه الصَّنْعَة التَّجْنِيس والتورية وهما فى الشّعْر كالزعفران قَلِيله مفرح وَكَثِيره قَاتل وَلذَا لم نجد فى أهل مصر من يعرف الشّعْر وَلَا ينظمه وَمِنْهُم من غلط فى ذَلِك فَأكْثر من اللُّغَات الغريبة وتوهم بذلك انه يصير بليغا على ان بَاب التورية قفله ابْن نَبَاته والقيراطي ثمَّ رميا الْمِفْتَاح فِي تِلْكَ النَّاحِيَة وَهَذَا لَا يعرفهُ إِلَّا من لَهُ سليقة عَرَبِيَّة وَكتب الى الخفاجى سؤالا ادبيا صورته أَيهَا الاخ الشَّقِيق الشفيق والرفيق الرَّقِيق الامام الْهمام الهادى لسبالة الافهام اذا ضلت فى مهامه الاوهام اننى اشكل على قَول أَبى مَنْصُور الثعالبى فى الْيَتِيمَة اتّفق لى أَيَّام الصِّبَا معنى بديع حسبت انى لم اسبق اليه وَهُوَ هَذَا
(قلبى وجدا مشتعل ... وبالهموم مشتغل)
(وَقد كستنى فى الْهوى ... ملابس الصب الْغَزل)
(انسانة فتانة ... بدر الدجى مِنْهَا خجل)
(اذا زنت عينى بهَا ... فبالدموع تَغْتَسِل)
هَل استعارته لنظر الحبيب الزِّنَا مِمَّا يعد فى الادب // معنى حسنا // أَو هُوَ مِمَّا تجَاوز الْحَد فَاسْتحقَّ بِالزِّنَا الْحَد فَكتب اليه مجيبا ايها الاخ قُرَّة الْعين وَبدر هَالة الْمجَالِس الذى هُوَ لَهَا زين انه من الْمعَانى القبيحة المورثة للفضيحة وَقد سبقه اليه ابْن هِنْد فى قَوْله
(يَقُولُونَ لى مَا بَال عَيْنك مذ رَأَتْ ... محَاسِن هَذَا الظبى أدمعها هطل)
(فَقلت زنت عينى بطلعة وَجهه ... فَكَانَ لَهَا من صوب أدمعها غسل)
وَهُوَ // معنى قَبِيح // واستعارة بشعة أَلا ترى الى مَا قيل فى الذَّم
(أَيهَا الناكح فى الْعين جوارى الاصدقاء ... )
وَقَول صردر فى قصيدته الْمَشْهُورَة وان كَانَ معنى آخر
(يَا عين مثل قذاك رُؤْيَة معشر ... عَار على دنياهم وَالدّين)
(نجس الْعُيُون وان رأتهم مقلتى ... طهرتها فَنُزِحَتْ مَاء عيونى)
وَكَيف يَتَأَتَّى لهَؤُلَاء مَا قَالُوهُ بعد قَول يزِيد بن مُعَاوِيَة فى شعره الْمَشْهُور