للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

صريف بن ذوال سنوه بن ثَوْبَان بن عِيسَى بن سحارة بن غَالب بن عبد الله بن عك ابْن عدنان العكي العدناني الصريفي الذوالي اليمني الزبيدِيّ الشَّافِعِي قَاضِي زبيد الْعَلامَة الَّذِي جمع أشتات الْعُلُوم وَحَازَ قصب السَّبق فِي الْعُلُوم الدِّينِيَّة وَنشر أَقْوَال الشَّافِعِيَّة وَقَامَ بنصر الأشاعرة وَأقَام الحجيج على الْمُخَالفين وقمع شبه غلاة المبتدعين مَعَ شدَّة فِي الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة وتبصر بالقواعد الْحكمِيَّة وتنفيذ للأقضية الْحكمِيَّة ولد بِمَدِينَة زبيد فِي سنة أَربع عشرَة بعد الْألف وَحفظ بهَا الْقُرْآن وَأخذ عَن وَالِده عُلُوم الْفِقْه والْحَدِيث ولازم عَمه الطّيب بن أبي الْقَاسِم جمعان فِي كثير من عُلُوم السّنة وَالْقُرْآن وبرع وفَاق أقرانه خُصُوصا فِي علم الحَدِيث وَأَجَازَهُ شُيُوخ كَثِيرُونَ وَقَرَأَ بزبيد الْجَامِع الصَّحِيح للْبُخَارِيّ مرت كَثِيرَة وتكرر مِنْهُ خَتمه لَهُ وَسمع مِنْهُ بالحرمين خلق كثير لَا يُحصونَ مِنْهُم سيد الْمُحدثين فِي عصره إِبْرَاهِيم بن حسن الكوراني وَعِيسَى بن مُحَمَّد الْجَعْفَرِي وَالسَّيِّد مُحَمَّد بن عبد الأول البرزنجي وَغَيرهم وَله مؤلفات نافعة مِنْهَا الْحَاشِيَة الأنيقة على مسَائِل الْمِنْهَاج الدقيقة وَله شعر مِنْهُ قصيدته الَّتِي عَارض بهَا القصيدة الموصلية الَّتِي أَولهَا

(لمعت نارهم وَقد عسعس اللَّيْل ... ومل الْحَادِي وحار الدَّلِيل)

وقصيدة هِيَ هَذِه

(نفحت نفحة العبير وريا ... منْدَل الْحبّ أوصلتها شُمُول)

(سحرًا والرفاق من سكرة النّوم ... على أظهر النجائب ميل)

(فنشقنا نوافج الطّيب مِنْهَا ... إِذْ شذاها على الْخيام دَلِيل)

(وابتسام المهاة فِي حندس اللَّيْل ... أَضَاء الدجى فَبَان السَّبِيل)

(فحثثنا الْمطِي فِي أثر الطّيب ... سرَاعًا لَهَا إِلَيْهِ ذميل)

(فطرقنا الْخيام منسلخ اللَّيْل ... وللصبح عَارض مستطيل)

(فنزلنا فِيهَا بأكرم نزل ... عِنْد حَيّ يعزفيه النزيل)

(نعم الطّرف عِنْدهم بِجَمَال ... لَيْسَ للبدر مثله فيخيل)

(وَاحِد الْحسن مستضيء مضيء ... مستنير كَأَنَّهُ قنديل)

(مشرق النُّور تَحت ليل بهيم ... مظلم فرقه لَهُ ترسيل)

(بجبين كَأَنَّهُ صدف الدّرّ ... أَو الطرس زانه التصقيل)

(فِيهِ قَوس وحاجب وسهام ... من لحاظ وَفِيه خد أسيل)

<<  <  ج: ص:  >  >>