للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

(أوسع العاشقين سبيا وقتلا ... مَا لَهُم من حياضه تبليل)

(قَامَ هاروت لحظه يجمع السَّبي ... وبالسفك قد قضي قابيل)

(كم أَسِير مكبل بفنا ... الدَّار وفيهَا مجرح قَتِيل)

(فائق للملاح بل هُوَ زين ... وَاسِط العقد بل هُوَ الأكليل)

(باسم الثغر عَن نضيد نقى ... جوهري رحيقه معسول)

(ثمَّ بتنا لَدَيْهِ والطرف مِنْهُ ... منعم الوشاة عَنهُ غفول)

(وَسَقَانَا من كف يمناه كأسا ... سلسبيلا مزاجها زنجبيل)

(نظرة مِنْك سَيِّدي يتلافى ... مستهام بهَا ويشفي غليل)

(ثمَّ يطفي بهَا لهيب الْمَعْنى ... ويداوي من السقام العليل)

(وفؤادي أودي بِهِ الشوق والوجد ... وجسمي بِهِ الضنا والنحول)

(يَا حَبِيبِي إِن كَانَ خطبا جَلِيلًا ... هجركم فالوصال وصل جميل)

(بَات يَرْمِي جَوَاهِر اللَّفْظ من فِيهِ ... ودرا من النظام نبيل)

(بعتاب كَأَنَّهُ نسمَة الْفجْر ... جناها رضَا بهَا مطلول)

(يَا حَبِيبِي قد كَانَ مَا كَانَ فاصفح ... وَتعطف فَلَيْسَ عنْدك بديل)

(لَا وسقم الْهوى وَطيب التلاقي ... مَا فُؤَادِي إِلَى سواك يمِيل)

(فَحكم مولَايَ واقض بِمَا شِئْت ... فَأَنت الْعَطاء والتنويل)

وَكَانَت وَفَاته فِي ثَانِي شهر ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَألف بِمَدِينَة زبيد وَدفن بتربة بَاب سِهَام عِنْد آبَائِهِ وأجداده رَحمَه الله تَعَالَى

الْمولى أسعد بن سعد الدّين بن حسن جَان التبريزي الأَصْل القسطنطيني المولد ولوفاة مفتي التخت العثماني وَوَاحِد الزَّمَان فِي الْفضل والإتقان وَكَانَ عَالما محققا متجرا فِي الْعُلُوم طَوِيل الباع وَاتفقَ أهل عصره على أَنه لم يكل لَهُ نَظِير فِيهِ فضلا وديانة وإتقانا ونفاسة وَبلغ هَذَا الْمبلغ من الْكَمَال وَهُوَ حدث السن غض الشَّبَاب وغالب تَحْصِيله على وَالِده وعَلى الْمولى الْعَلامَة المنلا توفيق الكيلاوي الْآتِي ذكره قَالَ الْحسن البوريني أخبر فِي منلا توفيق من لَفظه وَقد نزل فِي مدرستي الناصرية الجوانية عِنْد وُرُوده إِلَى دمشق مَعَ المرحوم الْمولى عبد الله قَاضِي الْقُدس الشريف نَاوِيا عَن زِيَارَة الْقُدس أَنه لم ير فِي عُلَمَاء الرّوم أفضل من مَوْلَانَا أسعد وَحكى لي عَن فهمه وإدراكه شَيْئا لَا تسعه دَائِرَة الْعُقُول انْتهى وَقد لَازم من وَالِده وَولي الْمدَارِس

<<  <  ج: ص:  >  >>