للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وَله فِي التورية

(قَالَت حَبِيبِي قل لي ... يَا صَاح من أَي قوم)

(أروم هجرك إِن لم ... تقل لنا قلت رومي)

وَله

(يَا أخلاي إِذا مَا جِئتُكُمْ ... فاعذروني ودعوا عني ملامي)

(جَاءَ بِي الشوق إِلَى أَرْضكُم ... وَدَعَانِي نحوكم دَاعِي غرامي)

وأشعاره كَثِيرَة والاختصار أولى بالمختصر وَكَانَت وِلَادَته فِي سنة خمسين وَتِسْعمِائَة وَتُوفِّي فِي سنة إِحْدَى وَألف وَدفن بِبَاب الصَّغِير إِلَى جَانب أَبِيه وجده

الشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن عبد الْغَنِيّ بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم النابلسي الأَصْل الدِّمَشْقِي المولد وَالدَّار الْعَلامَة الْفَقِيه الْحَنَفِيّ كَانَ عَالما متبحراً غواصاً على الْمعَانِي الدقيقة قوي الحافظة وَهُوَ أفضل أهل وقته فِي الْفِقْه وأعرفهم بِطرقِهِ وصنف كتبا كَثِيرَة أجلهَا وأحكمها كِتَابه الْأَحْكَام شرح الدُّرَر فِي اثْنَي عشر مجلداً بيض مِنْهَا أَرْبَعَة إِلَى كتاب النِّكَاح وَهُوَ كتاب جليل الْمِقْدَار مُشْتَمل على جلّ فروع الْمَذْهَب وَمَا عداهُ من تآليفه كلهَا بقيت فِي المسودات وَكَانَ أَولا اشْتغل بِمذهب الشَّافِعِي وَألف فِيهِ حَاشِيَة على شرح الْمِنْهَاج لِابْنِ حجر الْمُسَمّى بالتحفة ثمَّ عدل إِلَى مَذْهَب الإِمَام أبي حنيفَة وَقَرَأَ بِدِمَشْق على الشّرف الدمشيق والمنلا مَحْمُود الْكرْدِي وَالشَّيْخ عمر الْقَارِي والعمادي الْمُفْتِي وتفقه بالشيخ عبد اللَّطِيف الجالقي وَأخذ الحَدِيث عَن النَّجْم الْغَزِّي وبرع فِي الْعُلُوم ثمَّ شرع فِي إِلْقَاء الدُّرُوس وَفِي الْجَامِع الْأمَوِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَألف وسافر إِلَى الرّوم ولازم من شيخ الْإِسْلَام يحيى بن زَكَرِيَّاء ودرس على قاعدتهم ثمَّ عَاد إِلَى دمشق وكرّر الذّهاب إِلَى الرّوم وَأعْطى الْمدرسَة القيمرية بِدِمَشْق وَدخل حلب وَحج وقفل من الْحجاز إِلَى الْقَاهِرَة واخذ بهَا عَن الشهَاب أَحْمد الشَّوْبَرِيّ الْحَنَفِيّ وَالشَّيْخ حسن الشُّرُنْبُلَالِيّ ثمَّ توجه إِلَى الرّوم وَضم لَهُ قَضَاء صيدا وَعَاد وَلما توفّي الْمولى يُوسُف بن أبي الْفَتْح أَمَام السُّلْطَان كَانَ عَلَيْهِ تدريس جَامع السُّلْطَان سليم بصالحية دمشق فَوجه إِلَيْهِ وَأخذ عَنهُ بعد مُدَّة فَسَار إِلَى الرّوم وقرّره وَصَارَت لَهُ رُتْبَة مدارس الصحن وَكَانَ ذَلِك فِي سنة سِتِّينَ وَلما رَجَعَ إِلَى وَطنه انْعَزل عَن النَّاس للتحرير والمدارسة وَكَانَ لَا يفتر وَلَا يمل من المطالعة والمباحثة وَلَزِمَه جمَاعَة للأخذ عَنهُ وَبِه انتفعوا مِنْهُم شَيخنَا المرحوم إِبْرَاهِيم الفتال وأملى تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ بالجامع الْأمَوِي وَكَانَ يُورد عَلَيْهِ عِبَارَات تفاسير عديدة وَكلهَا إِلْقَاء من حفظه وَبِالْجُمْلَةِ فقوّة حافظته مِمَّا يقْضى مِنْهَا بالعجب وَكَانَ ينظم الشّعْر

<<  <  ج: ص:  >  >>