للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فسلك فِيهِ أحسن السلوك من تنمية وَفقه وَإِعْطَاء علوفاته وَرفع يَد إِسْمَاعِيل وَكَانَ يوصله علوفته فاختل أمره وَبَقِي فِي زَوَايَا الخمول إِلَى أَن مَاتَ فِي سادس عشر شَوَّال سنة سِتّ بعد الْألف

الإِمَام إِسْمَاعِيل بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الرشيد بن أَحْمد بن الْأَمِير الْحُسَيْن بن عَليّ بن يحيى بن يُوسُف الملقب بالأشل بن الْقَاسِم بن الإِمَام يُوسُف الدَّاعِي ابْن الإِمَام الْمَنْصُور يحيى بن الإِمَام النَّاصِر أَحْمد بن الإِمَام الْهَادِي بن يحيى بن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن الْمثنى ابْن الْحسن السبط بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ المتَوَكل على الله الزيدي صَاحب الْيمن وَليهَا بعد وَفَاة أَخِيه مُحَمَّد الْمُؤَيد وخلع أَخِيه الإِمَام أَحْمد فِي سنة خمس وَخمسين وَألف وأرخ بَعضهم ابْتِدَاء دَعوته بقوله توكلت على الله وَحده أبدا وعظمت حرمته ورهبت سطوته ودانت لَهُ الأقاليم اليمنية وَسَار بِالنَّاسِ سيرة حَسَنَة وَكَانَ حَازِم الرَّأْي خَبِيرا بتدبير الْأُمُور حسن الْمُعَامَلَة مَحْمُود الْأَوْصَاف بَعيدا من الخناء وَالْفُحْش يملك نَفسه عِنْد الْمَحَارِم ويعد مَغَانِم الْفَاحِشَة من المغارم سَار السِّيرَة العادلة بِحَيْثُ لم يكن لَهُ همة بعد الإشتغال بِالْعلمِ إِلَّا التفكر فِي أُمُور الرعايا فأمنت السبل فِي أَيَّامه ورخصت الأسعار وَلم يتَمَكَّن أحد من ظلم أحد فِي ولَايَته وَلَو كَانَ كَافِرًا وَلم يَجْسُر أحد من عماله على ظلم أحد من الرعايا وَأمن النَّاس على أنفسهم وحريمهم وَأَوْلَادهمْ وترددت التُّجَّار لسَائِر الأقطار وَكَانَ حسن الشكل مليح الْوَجْه عَالما متضلعا أَخذ عَن كثير من الْمَشَايِخ من عُلَمَاء الشَّافِعِيَّة والزيدية وجد بالإشتغال بالعلوم الشَّرْعِيَّة والآلية وبرع فِي سَائِر الْفُنُون وَألف تآليفاً رائقة مِنْهَا شَرحه على جَامع الْأُصُول لِابْنِ الْأَثِير وَجمع أَرْبَعِينَ حَدِيثا تتَعَلَّق بِمذهب الزيدية وَشَرحهَا شرحا مستوعبا ذكر لي بعض الإخوان من أهل دمشق وَكَانَ رَحل إِلَى الْيمن أَنه رَآهُ وَهُوَ يحتوي على تحقيقات وأبحاث بديعه وَله العقيدة الصَّحِيحَة فِي الدّين النَّصِيحَة وَله رِسَالَة فِي التحسين والتقبيح الأصليين وَكَانَ بحاثا مناظرا وَكَانَ يعظم الشَّرْع وَلَا يخرج عَن حكمه ويوقر من زَارَهُ من الْفُضَلَاء وَكَانَ إِذا اجْتمع بِأحد من أهل الْعلم يقبل بِوَجْهِهِ عَلَيْهِ ويوده ويؤانسه وَمن سعادته أَنه كَانَ إِذا غضب على أحد فِي الْغَالِب لَا يزَال ذَلِك المغضوب عَلَيْهِ فِي خمول وتعس وتكد إِلَى أَن يَمُوت وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن جَمِيع أَيَّامه كَانَت غرراً وَفِي بعض التَّعَالِيق فِي سنة

<<  <  ج: ص:  >  >>