للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

سبعين وَألف استولى الإِمَام إِسْمَاعِيل على حَضرمَوْت كلهَا وَأمرهمْ بِأَن يزِيدُوا فِي الْأَذَان حَيّ على خير الْعَمَل وَترك لترضى عَن الشَّيْخَيْنِ أبي بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا وَمنع الدفوف واليراع فِي رابت السقاف وانتهت دولة آل كثير من تِلْكَ الديار وَكَانَ آخِرهم عبد الله بن عمر فَإِنَّهُ لما خلع نَفسه وَتَوَلَّى أَخُوهُ بدر بن عَمْرو فِي آخر دولته ظلم وطغى فهجم عَلَيْهِ ابْن أَخِيه بدر بن عبد الله وحبسه فدانت لَهُ الْعباد إِلَى أَن ظلم وصادر السَّادة فَاجْتمعُوا ودعوا عَلَيْهِ فَقدر الله أَن كتب عَمه بدر ابْن عمر وَهُوَ فِي الْحَبْس إِلَى الإِمَام إِسْمَاعِيل وهون عَلَيْهِ أَمر حَضرمَوْت فَكتب الإِمَام إِلَى السُّلْطَان بدر بن عبد الله بِإِخْرَاج عَمه من الْحَبْس فَأخْرجهُ ثمَّ اتَّصل بِالْإِمَامِ وَطلب مِنْهُ التَّجْهِيز على حَضرمَوْت وتكفل لَهُم بأَشْيَاء وساعده على ذَلِك الشَّيْخ عبد الله بن عبد الرَّحْمَن العمودي شيخ العموديين وَكَانَ والياً على أَكثر وَادي دوعن فكاتبوا مَشَايِخ الْقَبَائِل وَأَرْسلُوا لَهُم بالأموال فَلَمَّا التقى الجيشان انْكَسَرَ جَيش السُّلْطَان بدر وَلم يُقَاتل مَعَه إِلَّا خواصه ثمَّ انْكَسَرَ مُنْهَزِمًا وَولى مُدبرا إِلَى جبل أَخْوَاله السناقر وَطلب لنَفسِهِ الْأمان فَأعْطِيه وَلما لم يطب لِأَحْمَد بن حسن الْمقَام بحضرموت أَقَامَ بهَا بدر بن بدر الكثيري وَرجع إِلَى عَمه الإِمَام إِسْمَاعِيل وَبقيت حَضرمَوْت فِي تصرف الإِمَام إِلَى مماته وَتمكن غَايَة التَّمَكُّن ومدحه شعراء عصره بالقصائد الطنانة مِنْهُم إِبْرَاهِيم بن صَالح الْمُهْتَدي فَإِنَّهُ مدحه بقصيدة غَايَة فِي الْحسن ويعجبني مِنْهَا قَوْله

(نعم مَا لربات الحجول ذمام ... وَلَا لعهود الغانيات دوَام)

(أعز إلام الْبَرْق عنْدك خلب ... وحتام سحب الْوَصْل مِنْك جهام)

(تقلص ظلّ من وفائك سابغ ... ظَلِيل وَعَاد الرّيّ وَهُوَ أوام)

(تخذت قلال الصَّدْر والبعد جنَّة ... مللت أَلا إنّ الملال ملام)

(وَتلك لعمري فِي الحسان سجية ... وللشيخ فِي الما مهن لزام)

(وَلكنه فِي حقهن ممدح ... يحل وَأما فِي الرِّجَال حرَام)

(قصارى جمال الغيد وجدٌ ولوعةٌ ... لَهَا بَين أحناء الضلوع ضرام)

(تصعبت حَتَّى مَا لمضناك حِصَّة ... من الْوَصْل إِلَّا من رناك سِهَام)

(حسبت بَان الْحسن بَاقٍ وَرُبمَا ... غَدا نعيه يَا عز وَهُوَ تَمام)

(وكل شباب بالمشيب مروع ... وَإِن لم يرعك الشيب رَاع حمام)

<<  <  ج: ص:  >  >>