للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

(ألم تعلمي أَن المحاسن دولة ... يَزُول إِذا زَالَت جوى وغرام)

(وَلَو دَامَت الدولات كَانُوا لغَيرهم ... رعايا وَلَكِن مَا لَهُنَّ دوَام)

(إِذا زِدْت بعدا أَو أطلت تجنبا ... رحلت وجسمي لم يذبه سقام)

(وَمَا فضل رب السَّيْف لَو فتكت بِهِ ... جفون كليلات المضاء كهام)

(أينصبن لي من هدبهن حبالة ... وَهل صيد فِي فخ الغزال حمام)

(ولي همة لَا تمتطيها صبَابَة ... وحزم فَتى بالحتف لَيْسَ يسام)

(وعزمة ندب لَا يزَال فُؤَاده ... وجانب حر لَا ترَاهُ يضام)

(هيامي فِي نهد أقب مطهم ... إِذا الْقَوْم فِي نهد المليحة هاموا)

(وَلم يَك عِنْدِي غير كتب نفيسة ... تروق وَإِلَّا ذابل وحسام)

(ولي قلم كالصل أما لعابه ... فسم وَأما نفثه فمدام)

(وَإِن رامنى دهري الخؤون بحادث ... فلي من أَمِير الْمُؤمنِينَ عِصَام)

وَكَانَ ينظم الشّعْر وَرُوِيَ لَهُ أشعار جَيِّدَة مَقْبُولَة فَمن ذَلِك قَوْله من قصيدة مطْلعهَا

(فِي المهجة أضحى معهده ... فَلِذَا فِي الْغَيْبَة تشهده)

(فتان الْحسن ممنعه ... فتيَان الصبوة أعبده)

(معسول الثغر مفلجة ... عَسَّال الْقد معربده)

(وافي من بعد تجنبه ... ووفي بالزورة موعده)

(وسرى كالبدر فسربه ... مسلوب كرى لَا يرقده)

وَكتب إِلَيْهِ القَاضِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم السحولي

(عجبا مَا للاخلة ... أَعرضُوا من غير عله)

(وتجافوا عَن كئيب ... هائم الْقُلُوب موله)

(مستهام عَذبته ... من غزال الرمل مقله)

(ذُو قوام مثل غُصْن ... البان قد حل برمله)

(ومحيا أورث الأنجم ... والأقمار خجله)

(عبلة السَّاق رداح ... دونهَا فِي الْحسن عبلة)

(غادة عَادَتهَا ... للصب أَن تكْثر مطله)

(جعلت هجر الْمَعْنى ... فِي الْهوى دنيا ومله)

(حرمت من وَصله مَا ... خَالق الْخلق أحله)

<<  <  ج: ص:  >  >>