(إِذْ أعين الغيد لَا تنفك ظامئة ... لورد مَاء شَبَابِي دون أندادي)
(فيا زمَان الصِّبَا حييت من زمن ... أوقاته لم نرع فِيهَا بإنكاد)
(وَيَا أحبتنا روى معاهدكم ... من العهاد هتون رائح غاد)
(معاهد كنّ مصطافي ومرتبعي ... وَكم بهَا طَال بل كم طَابَ تردادي)
(يَا راحلين وقلبي إِثْر ظعنهم ... ونازحين وهم ذكري وأورادي)
(إِن تَطْلُبُوا شرح مَا أَيدي النَّوَى صنعت ... بمغرم حلف إيحاش وإيحاد)
(فقابلوا الرّيح إِن هبت شآمية ... تروي حَدِيثي لكم مَوْصُول إِسْنَاد)
(والهف نَفسِي على مغنى بِهِ سلفت ... سَاعَات أنس لنا كَانَت كأعياد)
(كَأَنَّهَا وأدام الله مشبهها ... أَيَّام دولة صدر الدست والنادي)
(ذُو الْجُود مَسْعُود المسعود طالعه ... لَا زَالَ فِي برج إقبال وإسعاد)
(عَادَتْ بدولته الْأَيَّام مشرقة ... تهز مختالة أعطاف مياد)
(وقلد الْملك لما أَن تقلده ... فخراً على مرّ أزمان وآباد)
(وَقَامَ بِاللَّه فِي تَدْبيره فغدا ... موفقاً حَال إصدار وإيراد)
(حق لَهُ الْحَمد بعد الله مفترض ... فِي كل آونة من كل حَمَّاد)
(أنقذتهم من يَد الْأَعْدَاء متخذاً ... عِنْد الْإِلَه يدا فيهم بإنجاد)
(داركتهم سهداً رمقي فعادلهم ... غمضٌ لجفن وأرواح لأجساد)
(بِشِرَاك يَا دهر حَاز الْملك كافله ... بِشِرَاك يَا دهر أُخْرَى بشرها باد)
(عَادَتْ نُجُوم بني الزهراء لَا أفلت ... بعودة الدولة الزهرا لمعتاد)
(واخضل روض الْأَمَانِي
حِين أَصبَحت الأجواد ... عقدا على أجياد أجياد)
(وَأصْبح الدّين وَالدُّنْيَا وأهلهما ... فِي ظلّ ملك لظل الْعدْل مدّاد)
(يُبِيح هام الأعادي من صوارمه ... مَا استحصدت بالتعاصي من كل حصاد)
(فهم أيادي أعاديه ونائله ... على الورى أَصبَحت أطواق أجياد)
(يُفْضِي ميمم جدوى راحتيه إِلَى ... طلق الْمحيا كريم الْكَفّ جواد)
(بذل الرغائب لَا يعتده كرماً ... مَا لم يكن غير مَسْبُوق بميعاد)
(وَالْعَفو عَن قدرَة أشهى لمهجته ... صينت وأشفى من اسْتِيفَاء إيعاد)
(مآثر كالدراري رفْعَة وسناً ... وَكَثْرَة فَهِيَ لَا تحصى بإعداد)
(فَأَنت من معشر إِن غَارة عرضت ... خفوا إِلَيْهَا وَفِي النادي كأطواد)