(كم هجمة لَك والأبطال محجمة ... ووقفة أوقفت لَيْث الشرى العادي)
(بِكُل مُجْتَمع الْأَطْرَاف معتدل ... لدن لعرق نجيع الْقرن فصاد)
(فَخر الْمُلُوك الألى تزهو مناقبهم ... دم حائزاً ملك آبَاء وأجداد)
(وليهن حلته إِذْ رَاح يلبسهَا ... فَأَصْبَحت خير أَثوَاب وأبراد)
(واستجل أبكار أفكار مخدرة ... قد طَال تعنيسها من فقد أنداد)
(كم ردّ خطابها حَتَّى رأتك وَقد ... أمّتك خاطبة يَا نسل أمجاد)
(أفرغت فِي قالب الْأَلْفَاظ جوهرها ... سكباً بذهن وريّ الزند وقاد)
(وصاغها فِي معاليكم وأخلصها ... ود ضميرك فِيهِ عَادل اشهاد)
(يَحْدُو بهَا العيس حاديها إِذا رزمت ... من طول وخد وإرقال وآساد)
(كَأَنَّهَا الراح بالألباب لاعبة ... إِذا شدا بَين سمار بهَا شادي)
(بفضلها فضلاء الْعَصْر شاهدة ... وَالْفضل مَا كَانَ عَن تَسْلِيم أضداد)
(فَلَو غَدَتْ من حبيب فِي مسامعه ... أَو الصفي استحلا بغض حساد)
(واستنزلا عَن مطايا الْقَوْم رحلهما ... واستوقفا العيس لَا يَحْدُو بهَا الْحَادِي)
(وحسبها فِي التسامي والتقدم فِي ... عد المفاخر إِذْ تعدو لتعداد)
(تقريضها عِنْدَمَا جَاءَت مُعَارضَة ... عوجا قَلِيلا كَذَا عَن أَيمن الْوَادي)
وَهِي عرُوض قصيدة الأديب الْفَاضِل أَحْمد بن عِيسَى المرشدي الْمُقدم ذكره ومطلعها الَّذِي ذكره عوجا قَلِيلا وَقد ذكرتها برمتها فِي تَرْجَمَة المرشدي الْمُقدم ذكره وَمن فَوَائده أَنه سُئِلَ عَن قَول الصفي الْحلِيّ
(فلئن سطت أَيدي الْفِرَاق وأبعدت ... بَدْرًا تحجب نصفه بنصيف)
(فَلَقَد نعمت بوصله فِي منزل ... قد طَابَ فِيهِ مربعي ومصيفي)
فَأجَاب بقوله لَا يخفى أَن النصيف هُوَ الْخمار فَكَانَ الشَّاعِر تخيل أَن الجبين بدر تَامّ كَامِل الاستدارة ستر الْخمار نصفه الْأَعْلَى فَلَمَّا تخيل ذَلِك قَالَ بَدْرًا تحجب نصفه بنصيف ثمَّ ضمنه بقوله
(أفدى الَّتِي جلب الغرام جبينها ... تَحت الْخمار لقلبي المشغوف)
(فصبا لَهُ لما تحقق أَنه ... بدر تحجب نصفه بنصيف)
وَقد سُئِلَ عَنهُ الإِمَام زين العابدين الطَّبَرِيّ الْحُسَيْنِي إِمَام الْمقَام فَأجَاب بِمَا لَفظه النصيف الْخمار وكل مَا يُغطي بِهِ الرَّأْس وَالْوَجْه هُوَ الْبَدْر فِي التَّشْبِيه فمراد الشَّاعِر