وَمن شعر التَّاج قَوْله
(غنيت بحليه حسنها ... عَن لبس أَصْنَاف الْحلِيّ)
(وبذت بهيكلها البديع ... تَقول شَاهد واجتلى)
(تَجِد المحاسن كلهَا ... قد جمعت فِي هيكلي)
وَلما وقف عَلَيْهَا السَّيِّد أَحْمد بن مَسْعُود شيد كل بَيت من أبياته قصرا وابتز ذَلِك الْمَعْنى باستحقاقه قسرا فَقَالَ
(لله ظَبْي سربه ... يزهو بِهِ فِي المحفل)
(قنص الْأسود بغالب ... قيد إِلَّا وأبد هيكلي)
(وَله الْجَوَارِي الْمُنْشَآت ... جوى الحشاشة للخلى)
(قد قَالَ فِي ظلمائه ... يَا أَيهَا اللَّيْل انجلى)
وحذا حذرهما القَاضِي أَحْمد المرشدي الْمَذْكُور فَقَالَ
(يَا ربة الْحسن الْجَلِيّ ... لمؤمل المستأمل)
(صَدْرِي ووجهي منية ... للمجتني والمجتلى)
(فالحظ بديع محاسني ... من تَحت أَنْوَاع الحلى)
(تَجِد الهياكل والحلي ... جمَالهَا من هيكلي)
وَكتب إِلَى بعض أصدقائه قَوْله
(من كَانَ بالوادي الَّذِي هُوَ غير ذِي ... زرع وَعز عَلَيْهِ مَا يهديه)
(فليهدين أَلْفَاظه الغر الَّتِي ... تحلوفوا كهها لكل نبيه)
وَله مليحة اسْمهَا غربية
(خَالَفت أهل الْعِشْق لما شرقوا ... فَجعلت نَحْو الغرب وحدي مذهبي)
(قَالُوا عدلت عَن الصَّوَاب وأنشدوا ... شتان بَين مشرق ومغرب)
(فأجبتهم هَذَا دليلي فانظروا ... للشمس هَل تسعي لغير الْمغرب)
وَكتب إِلَى صاحبين لَهُ استدعياه فَتعذر عَلَيْهِ الذّهاب إِلَيْهِمَا فَقَالَ
(يَا خليلي دمتما فِي سرُور ... ونعيم وَلَذَّة وتصافي)
(لم يكن تركي الْإِجَابَة لما ... أَن أَتَانِي رَسُولكُم عَن تجافي)
(كَيفَ والشوق فِي الحشاشة يقْضِي ... إِنَّنِي نحوكم أجوب الفيافي)
(غير أَن الزَّمَان للحظ مني ... لم يزل مُولَعا بِحكم خلافي)