للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(بِمَال بَيت المَال تقريراً لمن ... يحْتَاج طبق مَا مضى من الزَّمن)

(ومنذ دهر لم يقم ذَا الْوَاجِب ... وَلم يكن لبيت مَال راتب)

(حَتَّى أَتَى الله بمولانا الامام ... غيث بنى الآمال بل غوث الْأَنَام)

(فرتب المَال لذِي الْحَاجَات ... والعلما وخالصي النيات)

(منزهاً لنَفسِهِ عَن مَالهم ... وموصلاً لَهُم إِلَى آمالهم)

(أكْرم بهَا منقبة عظيمه ... ورتبة فاخرة فخيمه)

(مَا أحد يقْصد فِي أَرض الْحجاز ... حَقِيقَة سواهُ من غير مجَاز)

(لَهُ الكرامات الَّتِي لَا تحصر ... وَالْكَرم الَّذِي دهوراً يذكر)

(وَمَا غزا الأوفاز بالظفر ... وافتتح الْبلدَانِ فتحا اسْتمرّ)

(لَهُ مغاز فِي الْأَنَام عده ... حكى بهَا فِيهَا أبه وجده)

(أما سراياه فزادت كثره ... وَكلهَا مقرونة بالنصره)

(وَلم يكن مؤمراً فِيهَا سوى ... أَوْلَاده الْكِرَام أَرْبَاب اللوى)

(وَقل مَا أَمر غَيرهم على ... بعوثه وَالْكل مِنْهُم ذُو علا)

(وَحَاصِل الْأَمر بِأَن النصرا ... خادمه دهراً طَويلا عمرا)

(لم يتَّفق وربنا المشكور ... لَهُ إنكسار بل هُوَ الْمَنْصُور)

(كَأَنَّمَا ملائك الرَّحْمَن ... جُنُوده فِي سَائِر الْأَزْمَان)

(وَلَيْسَ بدعافهم فِي بدر ... كَانُوا جنود جده الْأَغَر)

سراياه كَثِيرَة شهيرة لم يُؤمر فِيهَا إِلَّا أَوْلَاده النجباء وَمِمَّنْ بَعثه مِنْهُم وَلَده الْحُسَيْن وَمِنْهُم أَبُو طَالب فقد أرْسلهُ غَيره مرّة وَمِنْهُم مَسْعُود عقيل وَمِنْهُم عقيل وَمِنْهُم عبد الْمطلب وَمِنْهُم عبد الله فَكَانَ بعزمه إصْلَاح جِهَات الْيمن

(فاق الْمُلُوك بالنهى والحدس ... كَمَا بِهِ يشْهد عدل الْحس)

(وَكم لَهُ قَضِيَّة شهيرة ... بَين الورى كَالشَّمْسِ فِي الظهيرة)

قد فاق الْمُلُوك بمزيد الفطنة وَله فِي ذَلِك قضايا مَشْهُورَة مِنْهَا أَنه اخْتصم عِنْده رجلَانِ مصري ويماني فِي جَارِيَة فَادّعى كل مِنْهُمَا أَنَّهَا لَهُ وَأقَام بذلك بَيته فأجال فكرته الوقادة وَطلب قَلِيلا من الْحبّ وَقَالَ لَهَا مَا اسْم هَذَا فِي بِلَاد كم فَقَالَت بر فَحكم بهَا لليمني فَظهر بعد ذَلِك أَنَّهَا ملكه وَمن ذَلِك أَنه اخْتصم لَدَيْهِ رجلَانِ شَامي ومصري فِي جمل وَادّعى كل مِنْهُمَا أَنه لَهُ وَأقَام بذلك حجَّة ثمَّ قَالَ لَهما أَنِّي سأحكم بِحكم فَإِن

<<  <  ج: ص:  >  >>