للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(قد ذقت من حَدِيثه حُلْو السمر ... كم لَيْلَة لذبها طول السهر)

(فلفظه الدَّار إِذا مَا نثرا ... على بِسَاط السّمع من غير مرا)

(كَأَنَّهُ من نفس النُّبُوَّة ... أجل لما فِيهِ من النُّبُوَّة)

(فطالما أوقرت مِنْهُ سمعا ... قد جمع الْحِكْمَة فِيهِ جمعا)

(وكل مَا فِيهِ أَنا من نعم ... فَأَنَّهُ آثَار تِلْكَ الحكم)

(فَالله يبقيها وَيبقى مددى ... مِنْهَا ويغنيني بهذ السيدا)

(دهرا طَويلا سالما من الْغَيْر ... وَلنْ يشوب صَفوه شوب الكدر)

(ممتعاله خُصُوصا بِالْقَوِيّ ... وناشرا لنصره ذَاك اللوا)

(وكافينه كل مَا أهمه ... من عين كل حَاسِد ملمه)

(يبيد بِالْقُدْرَةِ من عَادَاهُ ... بطالع السعد الَّذِي حواه)

(وَمن تولى نَصره الله فَمن ... يَخْذُلهُ وَذَاكَ مَوْلَانَا الْحسن)

(وَإِلَى عَلَيْهِ رَبنَا مكارمه ... مَوْصُولَة مِنْهُ بِحسن الخاتمة)

وَكَانَت وَفَاته لَيْلَة الْخَمِيس لثلاث خلت من جُمَادَى الْآخِرَة سنة عشرَة بعد الْألف فِي مَكَان يُقَال لَهُ الرفاعية بعد أَن توعك نَحْو يَوْمَيْنِ وَحمل إِلَى مَكَّة على محفة البغال وجهز فِي ليلته وَصلى عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِد الْحَرَام فِي محفل جمع من الْعلمَاء والأشراف والعامة وَدفن بالمعلاة وَبني عَلَيْهِ قبَّة عَظِيمَة وَله من الْعُمر نَحْو تسع وَسبعين سنة واستقل بعده ابْنه الشريف أَبُو طَالب كَمَا ذكرتا فِي تَرْجَمته سَابِقًا وَأول من ولي مَكَّة من أجداده الشريف قَتَادَة بن الشريف إِدْرِيس أَخذهَا من مُلُوكهَا الهواشم فِي سنة سبع أَو ثَمَان أَو تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَاسْتمرّ ملكهم إِلَى هَذَا الْحِين أدامه الله تَعَالَى وَقد جمع الإِمَام مُحَمَّد الشلي بأعلوي الْحُسَيْنِي رِسَالَة فِيمَن ملك مِنْهُم من قَتَادَة إِلَى ملك زَمَانه وَالله تَعَالَى أعلم

الشَّيْخ حسن بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبَا شُعَيْب الْحَضْرَمِيّ الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي الإِمَام الْمُؤلف الزَّاهِد العابد أَخذ عَن الشَّيْخ أبي بكر بن سَالم وَتخرج بِهِ وَصَحب جمَاعَة من أكَابِر العارفين واشتغل بالعلوم الشَّرْعِيَّة حَتَّى حصل مِنْهَا طرفا صَالحا وَحج وَأخذ بالحرمين عَن غير وَاحِد مِنْهُم الشَّيْخ أَبُو بكر الشبامي أَخذ عَنهُ الْفِقْه وَغَيره وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْعُلُوم والمعارف فِي بَلَده الْوَاسِطَة من أَعمال حضر موت وَكَانَ قدوة فِي القَوْل وَالْعَمَل وَأخذ عَنهُ جمع كثير مِنْهُم الشَّيْخ زين العابدين العيدروس

<<  <  ج: ص:  >  >>