للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدولة مشارا إِلَيْهِ وَكَذَلِكَ أرْسلهُ الإِمَام المتَوَكل على الله إِسْمَاعِيل بن الْقَاسِم رَسُولا إِلَى الْحَبَشَة فِي أغراض مهمة قضيت بنظرة على أحسن حَال وَألف رِسَالَة فِي الْحَبَشَة لَطِيفَة وَهُوَ وَالِد القَاضِي مُحَمَّد وَيحيى الآتى ذكرهمَا وَله شعر حسن مِنْهُ قَوْله

(فؤاد على هجر الْأَحِبَّة لَا يقوى ... وَكَيف وَربع العامرية قد أقوى)

(وصبروا وَلَكِن غاله الهجر والنوى ... فَلَا نفع للمهجور وَفِيه وَلَا جدوى)

(ولكنني قد ذبت فِي الْوَصْل بالرجا وَكم ذِي لبانات تمتّع بالرجوى ... )

(فيايها الْخلّ الَّذِي أَنا صبه ... عَلَيْك بآداب الحَدِيث الَّذِي يرْوى)

(ومنّ علينا بالترسل أنني ... رَأَيْت حَدِيث المنّ أحلى من السلوى)

وَكَانَت وَفَاته فِي سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَألف رَحمَه الله تَعَالَى

السَّيِّد حسن بن أَحْمد الْجلَال اليمني الإِمَام الْعَلامَة الَّذِي بهر بتحقيقه واعترف الْفُضَلَاء بتدقيقه لَهُ المؤلفات الشهيرة والمحاسن السائرة المنيرة وَمن مصنفاته تَكْمِلَة الْكَشْف على الْكَشَّاف وَشرح على التَّهْذِيب والشمسية فِي الْمنطق وَشرح على الْفُصُول فِي الْأُصُول للسَّيِّد إِبْرَاهِيم بن الْوَزير وَشرح على الكافية فِي النَّحْو وَشرح على مُنْتَهى الشؤل لِابْنِ الْحَاجِب وَله مُخْتَصر فِي علم الْأُصُول شَرحه شرحا يدل على فَضله وَاخْتَارَ إختيارات مُخَالفَة لعلماء الْأُصُول وَله بديعية وَشَرحهَا شرحاً لطيفاً وَله شعر طيب النَّفس فِي فنون كَثِيرَة وَمن شعره قصيدته البائية وَله عَلَيْهَا شرح مُبين لمقاصدها وأولها

(الْعلم علم مُحَمَّد وصحابه ... يَا هائماً بقياسه وَكتابه)

(ولآله مِنْهُ الْخُلَاصَة كلهَا ... إِرْثا تنوسخ عَن هدى أصلابه)

(علمُوا بمحكم كل آي كِتَابهمْ ... فجنوا بِهِ الْإِيمَان بالمتشابه)

(مَا ضرّهم وَالْعلم كل فنونه ... لله غنيتهم بآمنا بِهِ)

(بلغ الْوُقُوف على طَرِيقَته بهم ... عين الْيَقِين فأسكروا بشرابه)

(وَرَأَوا حَقِيقَة أَمر آمُرهُم بِهِ ... فتجاهلوا ذلاً لعز جنابه)

(وتجنبوا فِي الدّين دَاء جدالهم ... حذرا لما علموه من أوصابه)

(وتبادر والأعمال حِين تيقنوا ... أَن النفيس أهم مَا يعْنى بِهِ)

(إِن أبهم الْقُرْآن حكما أبهموا ... حذر ابتداعٍ خوّفوا بعقابه)

(وبقوا على حكم الْأُصُول لفقده ... وكذاك مَا يجْرِي على آدابه)

<<  <  ج: ص:  >  >>