للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأكمام وشنف الإسماع بفرائد الْفَوَائِد وَعَاد على الطلاب بالصلات والعوائد وَأما الْأَدَب فَهُوَ روضه الأريض وَمَالك زِمَام السجع مِنْهُ والقريض والناظم لقلائده وعقوده والمميز عروضه من نقوده وسأثبت مِنْهُ مَا يزدهيك احسانه وتصيبك خرائده وحسانه وَمن مصنفاته كتاب منتقى الجمان فِي الْأَحَادِيث الصِّحَاح والحسان وَكتاب المعالم والأثني عشرِيَّة ومنسك الْحَج وَغير ذَلِك وَمن شعره قَوْله

(طول اغترابي بفرط الشوق وأضناني ... والبين فِي غَمَرَات الوجد ألقاني)

(يَا بارقا من نواحي الْحَيّ عارضني ... إِلَيْك عني فقد هيجت أشجاني)

(فَمَا رَأَيْتُك فِي الْآفَاق مُعْتَرضًا ... أَلا وذكرتني أَهلِي وأوطاني)

(وَلَا سَمِعت شجا الورقاء نائحة ... فِي الأيك أَلا وشبت مِنْهُ نيراني)

(كم لَيْلَة من ليَالِي الْبَين بت بهَا ... أرعى النُّجُوم بطرفي وَهِي ترعاني)

(كَانَ أَيدي خطوب الدَّهْر مُنْذُ نأوا ... عَن ناظري كحلت بالسهد أجفاني)

(وَيَا نسيما سرى من حيهم سحرًا ... فِي طيه نشر ذَاك الرند والبان)

(أَحييت مَيتا بِأَرْض الشَّام مهجته ... وَفِي الْعرَاق لَهُ تخييل جثمان)

(وَكم حييت وَكم قدمت من شجن ... مَا ذَاك أول إحْيَاء وَلَا الثَّانِي)

(شابت نواصي من وجدي فوا أسفي ... على الشَّبَاب فشيبي قبل أباني)

(يالائمى كم بِهَذَا اللوم تزعجني ... ) دَعْنِي فلومك قد وَالله أغراني ...

(لَا يسكن الوجد مَا دَامَ الشَّبَاب وَلَا ... تصفو المشارب لي إِلَّا بلبنان)

(فِي ربع أنسى الَّذِي حل الشَّبَاب بِهِ ... تما ئمى وَبِه صحبي وخلاني)

(كم قد عهِدت بهاتيك الْمعَاهد من ... أَخَوان صدق لعمري أَي إخْوَان)

(وَكم تقضت لنا بالحي آونة ... على المسرة فِي كرم وبستان)

(لم أدر حَال النَّوَى حَتَّى علقت بِهِ ... فغمرتني من وقوعي قبل عرفاني)

(حتام دهري على ذَا الْهون تمسكني ... هلا جنحت لتسريح بِإِحْسَان)

(أَقْسَمت لَوْلَا رَجَاء الْقرب يسعفني ... فَكلما مت بالأشواق أحياني)

(لكدت أَقْْضِي بهَا نحبي وَلَا عجب ... كم اهلك الوجد من شيب وشبان)

(يَا جيرة الْحَيّ قلبِي بعد بعد كم ... فِي حيرة بَين أوصاب وأحزان)

(يمْضِي الزَّمَان عَلَيْهِ وَهُوَ مُلْتَزم ... بحبكم لم يدنسه بسلوان)

(بَاقٍ على الْعَهْد رَاع للذمام فَمَا ... يشوب عهدكم يَوْمًا بنيسان)

<<  <  ج: ص:  >  >>