للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(فَإِن براني سقامي أَو نأى رشدي ... فلاعج الشوق أوهاني وألهاني)

(وَإِن بَكت مقلتي بعد الْفِرَاق دَمًا ... فَمن تذكركم يَا خير جيران)

وَقَوله وَهِي من محَاسِن شعره

(فُؤَادِي ذِي ظاعن أثر النياق ... وجسمي قاطن أَرض الْعرَاق)

(وَمن عجب الزَّمَان حَيَاة شخص ... ترحل بعضه وَالْبَعْض بَاقِي)

(وَحل السقم فِي بدني وَأمسى ... لَهُ ليل النَّوَى ليل المحاق)

(وصبري راحل عَمَّا قَلِيل ... لشدَّة لوعتي ولظى اشتياقي)

(وفرط الشوق أصبح بِي خليعا ... وَلما يتوفى فِي الدُّنْيَا فراقي)

(وتعبث ناره فِي الرّوح حينا ... فيوشك أَن تبلغها التراقي)

(وأظماني النَّوَى وأراق دمعي ... فَلَا أروى وَلَا دمعي براقي)

(وقيدني على حَال شَدِيد فَمَا حرز الرقي مِنْهُ براقي ... )

(أَبى الله الْمُهَيْمِن أَن تراني ... عُيُون الْخلق محلول الوثاق)

(أَبيت مدى الزَّمَان بِنَار وجدي ... على جمر يزِيد بِهِ احتراقي)

(وَمَا عَيْش امْرِئ فِي بَحر غم ... يضاهي كربه كرب السِّيَاق)

(يود من الزَّمَان صفاء يَوْم ... يلوذ بظله مِمَّا يلاقي)

(سقتني نائبات الدَّهْر كأسا مريرا من أَبَارِيق الْفِرَاق ... )

(وَلم يخْطر ببالي قبل هَذَا لفرط الْجَهْل إِن الدَّهْر ساقي ... )

(وفاض الكأس بعد الْبَين حَتَّى ... لعمري قد جرت مِنْهُ سواقي)

(فَلَيْسَ لداء مَا ألْقى دَوَاء ... يؤمل نَفعه إِلَّا التلاقي)

وَله غير ذَلِك وَكَانَت وِلَادَته فِي سنة أَربع وَخمسين وَتِسْعمِائَة تَقْرِيبًا فَإِنِّي رَأَيْت فِي تَارِيخ الشلي إِن وَالِده مَاتَ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة وَكَانَ عمره إِذْ ذَاك اثْنَتَيْ عشرَة سنة فَيكون مولده على هَذَا فِي سنة أَربع وَخمسين كَمَا ذكرته وَتُوفِّي فِي سنة إِحْدَى عشرَة بعد الْألف وَالله تَعَالَى أعلم

السَّيِّد حسن بن شدقم الْمدنِي الْحُسَيْنِي الْفَاضِل الأديب الْكَامِل ذكره ابْن مَعْصُوم فِي السلافة فَقَالَ فِي حَقه وَاحِد السَّادة وأوحد الساسة وَثَانِي الوسادة فِي دست الرياسة الْقدر عَليّ والحسيني والخلق كالأسم حسن وَالنّسب حسيني جمع إِلَى شرف الْعلم وَعز الجاه ونال من خيري الدُّنْيَا وَالْآخِرَة مرتجاه

<<  <  ج: ص:  >  >>