للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(على حبها نحيا ونحشر فِي الْهوى ... وَنحن على ميثاقها نتعاهد)

(يقد قُلُوب الْأسد مائس قدها ... وللصيد مِنْهَا فِي الجفون مصايد)

(أعارت شريد الريم حسن تلفت ... كَمَا قد أعارتها الْعُيُون إِلَّا وأبد)

(موردة الْخَدين دعجاء طفلة ... برهرهة خمصانة الْبَطن ناهد)

(غريرة حسن هام عِنْد جمَالهَا ... وَطيب شذاها مُسْتَقِيم وفاسد)

(تعلمت الْبيض البواتر فتكها ... وَمن لينها سمر الرماج موايد)

(أسَال دم العشاق سيف لحاظها ... على وجنتيها والغرام مساعد)

(أذاب على الْخَدين ورد شقائق ... بأكنافه ذوب الشبيبة جامد)

(مهاة مَتى أَلْقَت عقارب صدغها ... تشكل مِنْهَا فِي الْقُلُوب أساود)

(فتاة كَانَ الصُّبْح فَوق جبينها ... وَبدر الدجى من جيبها متصاعد)

(كَانَ هلالي الصَّوْم وَاضح طوقها ... وَمن خَلفه نظم النُّجُوم قلائد)

(كَانَ خفوق الْبَرْق قلب عشيقها ... إِذا لامه بَين المحافل زاهد)

(كَانَ سنا أوصافها مدح كَامِل ... وَبسط ثناه والأنام شَوَاهِد)

وَهِي طَوِيلَة جدا فلنكتف مِنْهَا بِهَذَا الْمِقْدَار وَله غير ذَلِك وَكَانَت وَفَاته فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَألف

الْحسن بن عَليّ بن جَابر الهبل اليمني ذكره ابْن أبي الرِّجَال فَقَالَ فِي وَصفه بديع الزَّمَان وقريع الأوان من لَا عيب فِيهِ سوى بعد بِلَاده وَقرب ميلاده فالمندل الرطب فِي أوطانه خشب أما صغر الميلاد فَللَّه در أَبى الطّيب حَيْثُ يَقُول

(لَيْسَ الحداثة من حلم بمانعة ... قد يُوجد فِي الشبَّان والشيب)

وَأما بعد الْبِلَاد فَأمر لَا يعتبره الحذاق وَإِن قَالُوا الْقرب المفرط مَانع لَا دراك الأحداق وَقَالَ بعض النَّاس

(عذيري من عصبَة بالعراق ... قُلُوبهم بالجفا قلب)

(يرَوْنَ العجيب كَلَام الْغَرِيب ... وَأما الْقَرِيب فَلَا يطرب)

(وَعذرهمْ عِنْد توبيخهم ... مغنية الْحَيّ لَا تطرب)

لَكِن الْعَاقِل الْفَاضِل لَا ينجح إِلَى التَّقْلِيد حَتَّى فِي تَفْضِيل الْحَصْبَاء على لآلئ الْجيد وَأَن الْإِنْصَاف من أجمل الْأَوْصَاف ولد بصنعا وَبهَا نَشأ على الْعِبَادَة والزهادة ومودة لعترة الطّيبَة السَّادة واشتغل بالعلوم والآداب حَتَّى برع على الشُّيُوخ

<<  <  ج: ص:  >  >>