للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فضلا عَن الأتراب وَله ديوَان شعر فائق وسحر حَلَال رائق فِي كل معنى مليح نهيج مناهج الأدباء وجاراهم فِي رقيقهم وجزلهم وجدهم وهزلهم وَهُوَ مَعَ ذَلِك السَّابِق المجلي وَلَقَد رَأَيْت لَهُ مقاطيع باهرة وقصائد فاخرة وَنَفسه أشبه بِشعر الْحُسَيْن ابْن حجاج غيرانه مصون عَن الإقذاع وَأَنَّهَا هُوَ فِي الفصاحة والنصاعة وجودة السبك والصناعة وَقد كَانَ يُقَال أَن ابْن حجاج نَفسه يشبه نفس امْرِئ الْقَيْس ابْن حجر وَمن شعر صَاحب التَّرْجَمَة قَوْله فِي الوعظيات

(أَيْن اسْتَقر السّفر الأول ... عَمَّا قريب بهم ننزل)

(مروا سرَاعًا نَحْو دَار البقا ... وَنحن فِي آثَارهم نرحل)

(مَا هَذِه الدُّنْيَا لنا منزلا ... وَإِنَّمَا الْآخِرَة الْمنزل)

(قد حذرتنا من تصاريفها ... لَو أننا نسْمع أَو نعقل)

(يُطِيل فِيهَا الْمَرْء آماله ... وَالْمَوْت من دون الَّذِي يأمل)

(بحلوله مَا مر من عيشها ... ودونه لَو عقل الحنظل)

(ألهته عَن طَاعَة خلاقه ... وَالله لَا يلهو وَلَا يغْفل)

(يَا صَاح مَا لَذَّة عَيْش بهَا ... وَالْمَوْت مَا تَدْرِي مَتى ينزل)

(يَدْعُو لي الأحباب من بَيْننَا ... يجِيبه الأول فَالْأول)

(يَا جَاهِلا بِجهْد فِي كسبها ... أغرك المشرب والمأكل)

(وَيَا أَخا الْحِرْص على جمعهَا ... مهلا فعنها فِي قد تسئل)

(لَا تتعبن فِيهَا وَلَا تأسفن ... لما مضى فَالْأَمْر مُسْتَقْبل)

(مَا قَوْلنَا بَين يَدي حَاكم ... يعدل فِي الحكم وَلَا يعْزل)

(مَا قَوْلنَا لله فِي موقف ... يخرس فِيهِ المصقع الْمَقُول)

(وَإِن سئلنا فِيهِ عَن كل مَا ... نقُول فِي الدُّنْيَا وَمَا نَفْعل)

(مَا الْفَوْز للْعَالم فِي علمه ... وَإِنَّمَا الْفَوْز لمن يعْمل)

وَقَوله

(لَا تعْتَبر ضعف حَالي وَاعْتبر أدبي ... وغض عَن رث أطماري وأسمالي)

(فَمَا طلابي للدنيا بممتنع ... لَكِن رَأَيْت طلاب الْمجد أسمى لي)

وَقَوله فِي العفاف

(مَا زلت من درن الدنا يَا صائنا ... عرضا غَدا كالجوهر الشفاف)

(وَإِذا جرى مرجا بميدان الصِّبَا ... مهر الْهوى ألحمته بعفاف)

<<  <  ج: ص:  >  >>