للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(إنّ الصّديق إِذا اكْتفى ... وَرَأى غناء عَنْك مل)

وَقَالَ وَقدر أَي شَعْرَة بَيْضَاء فِي رَأسه وَفِيهِمَا التورية والاكتفاء

(شباب غير مَذْمُوم تولى ... وشيب قد أَتَى أَهلا وسهلا)

(مضى عمري الطَّوِيل وَمر عيشي ... كَأَنِّي لم أعش فِي الدَّهْر إِلَّا)

وَقَوله

(أذن الندى عَن نِدَاء الشّعْر صماء ... فَلَيْسَ يجديك إنشاد وإنشاء)

(يَا قالة الشّعْر مهلا لَا أبالكم ... رويدكم مَا لهَذَا الْقدح إيراء)

(أَنا لفي زمن ود الفصيح بِهِ ... لَو أَنه ألكن فِي القَوْل فأفاء)

(كم تمدحون وَلَا تعطون جَائِزَة ... كَأَنَّمَا مدحكم بِالْمَنْعِ إغراء)

(قل للْمَسَاكِين أهل الشّعْر يَا تَعب ... الأفكار إِن لم يصيبهم مِنْهُ إثراء)

(هذي الْمُلُوك مُلُوك الأَرْض هَل أحد ... مِنْهُم على سنَن المعروق مشاء)

(كم قد مَدْحنَا فَمَا أَجدت مدائحنا ... لأَنهم إِنَّمَا يُعْطون من شاؤا)

(مَا للقوافي إِذا أقوت معاهدها ... أَفِي زَمَانك يوهي الشّعْر إقواء)

(من ذَا الَّذِي من مقَام الَّذِي ينهضها ... إِن نالها بنعال الذل إيطاء)

(أُفٍّ لَهَا خطة يشقى ملابسها ... ضَاقَتْ بصاحبها للْأَرْض أرزاء)

(وحرفة أزجيت فِينَا بضاعتها ... فربح صَاحبهَا فقروا كداء)

(أَيهَا أغث مستغيثا أَنْت قطّ ... لَهُ المرجوان مَسّه بَأْس وضراء)

وَله غير ذَلِك مِمَّا أوردت مِنْهُ كثيرا فِي كتابي النفحة وَكَانَت وَفَاته بصنعا فِي صفر سنة تسع وَسبعين وَألف وَدفن غربي الْقصر السعيد

السَّيِّد حسن بن عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن مُحَمَّد بن عِيسَى النعمي الحسني من فضلاء الزَّمن وأدبائه وعلمائه وشعرائه ولد بصنعا وَبهَا نَشأ وَقَرَأَ الْقُرْآن وَأخذ عَن وَالِده علو مَا جمة وقويت فِي طلب الْعُلُوم همته وَله نظم فاخر مِنْهُ مَا كتبه إِلَى القَاضِي النَّاصِر بن عبد الخفيظ المهلا نَائِيا عَن السَّيِّد جمال الْإِسْلَام مُحَمَّد بن صَلَاح يتشوق إِلَيْهِ بقوله

(أَلا بِاللَّه يَا نفس الخيال ... اعدلي ذكر سالفة اللَّيَالِي)

(وأتحفني بِذكر أهيل نجد ... وَمَا قد مر فِي تِلْكَ الْخلال)

(فَأَنِّي إِن ذكرت زمَان وَصلى ... وَمَا قد مر من حسن اتصالي)

(بِمن أهواه فِي عَيْش خصيب ... وَأَيَّام حلالها قد حلالي)

<<  <  ج: ص:  >  >>