للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْمَذْكُور آنِفا

(فَجئْت بنعي لَو أبثك بعضه ... لأيقنت أَن الدَّهْر قد عدم الرشدا)

(وَلَيْسَ يقر الْمَرْء عِنْد سَمَاعه ... وَلَو كَانَ قلب السَّامع الْحجر الصلدا)

(وَلَو أَنه قد مر يَوْمًا بيذبل ... ورضوى لهَذَا الرزءد كهماهدا)

(أَظُنك ذقت الْحزن مِمَّا سمعته ... فَإِنِّي لم آلوك فِي كشفه جهدا)

(على أنني أَرْجُو بَقَاء مُحَمَّد ... وأسعد إِن غال الزَّمَان لنا سَعْدا)

وَقَوله فِي حلاق سيء الْخلقَة

(الأرب حلاق بليت بشره ... فأثر فِي رَأْسِي الْجراحَة والبؤسا)

(أنامله كالطور من فَوق جبهتي ... ورأسي كليم كلما حرك الموسا)

وَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ بعض ندمائه الأدباء بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ

(على الْبَاب الْمُعظم عبد رق ... بأنواع اللقا مِنْكُم يفوز)

(يجوز الْبَاب عَن إِذن كريم ... وَإِلَّا فَهُوَ شَيْء لَا يجوز)

فأنفذ إِلَيْهِ الْجَواب بهدية سنية

(نحيط بعلمكم أَنا نشاوى ... وَقد جليت لنا بكر عَجُوز)

(فَإِن جوزتم مَا نَحن فِيهِ ... وَإِلَّا فَهُوَ شَيْء لَا يجوز)

وَمن غَرِيب مَا اتّفق لَهُ أَنه كَانَ من أقربائه شَاب يُسمى الْأَمِير يحيى وَكَانَ بارع الْجمال بعيد المنال وَكَانَ الْأَمِير حسن يُحِبهُ محبَّة شَدِيدَة بِمَنْزِلَة وَلَده وَكَانَ من المنسوبين إِلَيْهِ رجل من طلبة الْعلم كردِي الأَصْل يُسمى يحيى أَيْضا وَكَانَ عينه معلما للأمير يحيى الْمَذْكُور يقرئه الْعلم ويعلمه الْأَدَب فواظب على إقرائه دهرا طَويلا وَكَانَ الْأَمِير يحيى سَاكِنا فِي دَار مُسْتَقْبلَة قبالة دَار الْأَمِير حسن وَكَانَ يَتِيما فاتفق أَن الْأَمِير حسن بنى دَارا عَظِيمَة وَصرف عَلَيْهَا مَالا جزيلا وَلما تمت عمارتها وفرش مساكنها صنع وَلِيمَة عَظِيمَة ودعا أَعْيَان بلدته وَكَانَت الْوَلِيمَة لَيْلَة الْجُمُعَة فَاجْتمع أكَابِر الْبَلدة وَكَانَ الْأَمِير يحيى من جملَة الْقَوْم فسهروا قَرِيبا من ثلث اللَّيْل الْأَخير وباركوا للأمير بِالدَّار وَتَفَرَّقُوا فَتوجه الْأَمِير يحيى إِلَى منزله ونام واستغرق من تَعب السهر فَلَمَّا أصبح الصَّباح جَاءَ الشَّيْخ يحيى الْكرْدِي ودق الْبَاب عَلَيْهِ فَخرجت الْجَارِيَة فَقَالَ لَهَا نَادِي لي الْأَمِير لاقرئه الدَّرْس لِأَن لي حَاجَة مهمة أُرِيد الْمسير إِلَيْهَا فتعجبت الْجَارِيَة من مَجِيئه فِي ذَلِك الْوَقْت وَقَالَت لَهُ أَن الْأَمِير أَطَالَ السهر فِي هَذِه اللَّيْلَة وَهُوَ

<<  <  ج: ص:  >  >>