(رويدك أَن الْفضل للمرء نَافِع ... وَلَكِن على قدر الْعُقُول الْمَنَافِع)
(مَتى ضل عقل الْمَرْء ضل طَرِيقه ... وَلَيْسَ لَهُ عَن وهدة الْجَهْل مَانع)
(ألم تَرَ رهطا حاولوا رفع قدرهم ... بِأَنْفسِهِم وَالله مَا شَاءَ صانع)
(سعوا نَحْو قَاضِي الشَّام صين جنابه ... وَكَانَ امْرِئ غاد وللنفس بَائِع)
... قضى الْحسن الْعَلامَة النّدب فاغتدوا ... وكل لَهُ بالاشتغال تنَازع)
(يَقُولُونَ وجهت الْجِهَات لغيرنا ... أَبى الله معط من يَشَاء ومانع)
(وَعَن أدب زاحوا فراحوا بنقمة ... وَقد ذل بَين النَّاس من هُوَ طامع)
(وَقد كَاد لَوْلَا عَفوه وسماحه ... تماسهم مِنْهُ الْعَصَا والمقارع)
(وَقد عزروا وافي مشْهد ثمَّ اسمعوا ... لما كَرهُوا وَالْقَوْل للمرء رادع)
(أيجمل مِنْهُم مَا أَتَوا وتهوروا ... هُنَالك أَن الْعقل للمرء وازع)
مِنْهَا
(إِذا قارع الضرغام جدي لجهله ... بصولته فالليث للجدي قارع)
(إِذا ركب الْإِنْسَان فِي غير سَرْجه ... أتيح لَهُ عَن ذَلِك السرج صارع)
(وَمن لم تؤدبه الْعُلُوم وخف فِي ... هَوَاهُ نَهَاهُ أدبته الوقائع)
(وَمن لم يكن فِي فورة الْأَمر نَاظرا ... عواقبه ينْدَم وللسن قارع)
(وَقد هد مِنْهُ عَرْشه وَهُوَ نَاظر ... وَقد قد مِنْهُ عرضه وَهُوَ سامع)
(تعجبت من تِلْكَ الْقَضِيَّة أَنَّهَا ... لعمري وعظ وَهِي للقلب صادع)
(جرت بعد ألف ثمَّ عشْرين حجَّة ... بذا الْعَام حَيْثُ الْعَام من بعد رَابِع)
(تَأمل رعاك الله أَفعَال رَبنَا ... فَلَيْسَ لما يَقْضِيه فِي الْكَوْن دَافع)
(وَلَا ترج إِلَّا الله فِي كل مقصد ... تبَارك أَن الْفضل مِنْهُ لواسع)
(وَبعد فَإِن الله جلّ جَلَاله ... لكل الورى يَوْم الْقِيَامَة جَامع)
الشَّيْخ حسن بن مُحَمَّد بن أبي الْفضل ابْن بَرَكَات بن أبي الوفا الملقب بدر الدّين الدِّمَشْقِي الميداني الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بالموصلي الشَّيْبَانِيّ قَاضِي الشَّافِعِيَّة بِبَاب قَاضِي الْقُضَاة بِدِمَشْق وَاحِد أَعْيَان الْفُضَلَاء وَكَانَ عَالما فَقِيها نحويا بارعا وَفِيه أَنَاة وحلم وَمَكَارِم أَخْلَاق قَرَأَ بِدِمَشْق على جدي القَاضِي محب الدّين وجدي إِسْمَاعِيل النابلسي والعماد الْحَنَفِيّ والأسد بن معِين الدّين التبريزي وتفوق وَلزِمَ إِفَادَة الطّلبَة بالجامع الْأمَوِي مُدَّة وَلما انْحَلَّت إِمَامَة الشَّافِعِيَّة الأولى بالجامع عَن الشَّيْخ مُوسَى الجوسي فِي زمن قَاضِي دمشق الْمولى مصطفى الْمَعْرُوف بالكوجك اجْتمع عُلَمَاء الْبَلدة