للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْفضل وَالْعلم والورع والزهد فِي الدُّنْيَا والإقبال على الْآخِرَة وَكَانَ كثير الصَّدَقَة على ذَوي الْفَاقَة حَرِيصًا على فعل الْخَيْر وَالْمَعْرُوف أَخذ عَن أَبِيه وجده وَسمع على أَخِيه الْحُسَيْن كثيرا من الْعُلُوم مَعَ كَونه أسن مِنْهُ بِنَحْوِ سبع سِنِين وَكَانَ لَهُ الْخط الْحسن الرَّائِق المضبوط وَالنّظم والنثر الفائقان ولقى جمَاعَة من أكَابِر الْعلمَاء وَأخذ عَنْهُم كثيرا وحوى علما غزيرا وَله ارتحالات كَثِيرَة من جُمْلَتهَا ارتجاله مَعَ أَخَوَيْهِ إِلَى شهارة أَمَام دَعْوَة الْقَاسِم بن الإِمَام مُحَمَّد الْمُؤَيد وَأَقَامُوا بهَا ثَلَاثَة أشهر بداره الميمونة بالناصرة من شهارة فِي خلال الْإِقَامَة شَارك السَّيِّد أَحْمد بن الإِمَام المتَوَكل فِي قِرَاءَة التَّيْسِير للديبع وَغَيره من الْكتب الحديثية وَكَانَ فِي زمن حداثته مجدا فِي الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وَطَلَبه على أَبِيه وجده مَعَ مُشَاركَة أَخِيه الْحُسَيْن وَكَانَ إِذا قَرَأَ شَيْئا فِي غيبَة أَخِيه الْحُسَيْن تتأثر نفس الْحُسَيْن فيعاتبه فِي ذَلِك فيعتذر صَاحب التَّرْجَمَة إِلَيْهِ وَيُعِيد مَا قَرَأَهُ عَلَيْهِمَا فَقَالَ فِي ذَلِك صنوه الْحُسَيْن أبياتا رائية معاتبا لَهُ وَجعل أول كل بَيت حرفا من حُرُوف الْعَجم وأولها قَوْله

(أذاب فُؤَادِي بارق الْغَوْر إِذْ سرى ... بنفحة مسك من حدائقها تترى)

(بحقك خبرني عَن الغورانة ... حَدِيث صَحِيح لَيْسَ فِي القَوْل مُنْكرا)

(تَأمل بِهِ تِلْكَ المغاني تلق لي ... لطائف فاقت فِي المحاسن مخبرا)

(ثملت وَقد دارت رحيقة وَصفَة ... فأنهلنا التسنيم من تِلْكَ مُسكرا)

(جرى ذكر أحبابي بروضة قدسها ... وَقد كُسِيت بردا من الوشي أخضرا)

(حووا من مليح الْوَصْف كل غَرِيبَة ... كزهر سَمَاء الأَرْض فِي حسنها ترى)

(خليلي مَا واف بعهدي أَنْتُمَا ... إِذا لم تقصا وصفهَا لي وتخبرا)

(دعوتكما كي تفهماني حَقِيقَة ... الْأَحِبَّة فِيمَا مفرقين وتحضرا)

(ذكرت لَهُم ذكر الصِّفَات فهاج بِي ... من الشوق مَا ألفيته متذكرا)

(رَأينَا بهَا مَا يمْلَأ الْعين قُرَّة ... فروحت الْأَرْوَاح من حسن مَا ترى)

(زيارتهم فِيهَا لقلبي مَسَرَّة ... غَدَتْ مورد للصالحات ومصدرا)

(سلى إِن أردْت الْيَوْم عني وعنهم ... ترى مَا يسر الْأَوْلِيَاء بِلَا مرا)

(شفتنا وأولتنا فَوَائِد عِنْدهَا ... تسهل للأحباب مَا قد تعسرا)

(صفت عندنَا تِلْكَ الصِّفَات الَّتِي علت ... وفاقت وراقت للقلوب بِلَا أمترا)

(طوينا لذى الأحباب كل مقلة ... وَقد كَانَ فِي نَفسِي مقَال تكثرا)

(ظفرنا بِمَا نرجو من الْحسن الَّذِي ... يفيدك أَن أقرا الْفَوَائِد أوقرا)

<<  <  ج: ص:  >  >>