(عليم بأعقاب الْأُمُور كَأَنَّمَا ... لما فِي غَد من قبل يَأْتِيهِ أبصرا)
(غَدَوْت عَلَيْهِ عاتبا تباحين أهمل ... الْأُخوة لما ينتظرني ويدكرا)
(فواعجبا من فعله حِين غبت عَن ... محاملة هلا لحقي آثرا)
(قَرَأت حماك الله لم تنْتَظر لنا ... وعذرى أَن السحب بالغيث أمطرا)
(كفى حجَّة برهانها مشرق بِمَا ... فعلت على إهمال حقى بماهرا)
(لويت عنان الْوَعْد عَنى عَامِدًا ... وأنسيت حَقًا للإخاء مؤثرا)
(محلك فَوق الشَّمْس عِنْدِي وإنني ... لَا بنى لَهُ فَوق المجرة معمرا)
(نخوتكم لما تقشع سحبها ... وسرت إِلَى سوح الْمَعَالِي مبكرا)
(وَقد لَاحَ فِي الصُّبْح الثريا كَمَا ترى ... كعنقود ملاحية حِين نورا)
(هُوَ الصنع أَن تعدل فَخير وَإِن بَدَت ... بِعُذْر فكم ريت بِهِ عَاد أكبرا)
(لأعظ من أولى ووالى صَنِيعه ... وَحَازَ من الْخيرَات سَهْما موفرا)
(يَقُول لَك الْقلب الَّذِي ترك الْهدى ... إِذا أَنْت راعيت الإخاء المقررا)
(أَلَسْت من الْقَوْم الَّذين وليدهم ... يُرْجَى لإقراء الْعُلُوم وللقرى)
(بلغنَا السما مجدا وَعزا وسؤددا ... وَأَنا لنَرْجُو فَوق ذَلِك مظْهرا)
(تجرد لأخذ الْعلم عَنْهُم فَإِنَّهُم ... أئمته فارحل إِلَيْهِم مثمرا)
(ثباتهم فِيهِ عَظِيم رسوخه ... وذكراء قد يُولى الثَّنَاء مُعْتَبرا)
(جزى الله آبَائِي عَن الْكل خَيره ... وأبقاهم مَا قيل نظم وسيرا)
(حما بعواليهم حمى الدّين واستووا ... على فلك العلياء لما نتوّرا)
(عَلَيْك سَلام الله مَا انهلت السما ... بودق على روض أريض فأزهرا)
فَأَجَابَهُ صَاحب التَّرْجَمَة بقوله
(أسرد إِذا خففت فِي الْقَوْم معشرا ... وتكثر أتراحي إِذا كَانَ أكثرا)
(بِنَاء على أَن أمرأ باد عموه ... إِذا كَانَ فِي غير الْعُلُوم مكثرا)
(تبينت أَن الْعِزّ فِي الْعلم والعلا ... وَأَن تجار الْعلم هم خيرة الورى)
(ثنائي عَلَيْهِم لأعلى كل مهمل ... بجانبهم مِمَّن عتا وتكبرا)
(جنوا ثمرا من كل روض فنونه ... وَأَعْطَاهُمْ الرَّحْمَن حظا موفرا)
(حريون بالتقديم أَقْدَامهم على الثريا ... وَأهل الْجَهْل فِي أَسْفَل الثرى)
(خلا من غَدا فِي دهره متعلما ومستمعا مَا فاق درا وجوهرا ... )