للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(تهدد من أَخِيك بري عيب ... يفر إِلَى السرُور من الكآبة)

(وَعند الله مجمع كل حق ... وَمَا كل الدُّعَاء بِذِي استجابة)

وَذكره الفيومي فِي فهتزهه وَأنْشد لَهُ قَوْله

(ولي صَاحب قد هذبته يَد الصِّبَا ... مودته فِي غية وعيان)

(وَلَكِن هَوَاهُ مَعَ هواي تخالفا ... تخَالف رُؤْيا السجْن للفتيان)

(فيهوى بني نجد ولين خصورهم ... وأهوى بَنَات الْغَوْر طول زماني)

(تذكرني حَالي وإياه قَوْله ... رفيقك قيسي وَأَنت يماني)

قَالَ النَّجْم الْغَزِّي ثمَّ خرج من دمشق حَاجا وقطن بِمَدِينَة العلافي طَرِيق الْمَدِينَة من الشَّام وأحبه أَهلهَا وَأَقْبلُوا عَلَيْهِ وجعلوه لَهُم إِمَامًا وخطيبا ومعلما لأطفالهم ومفتيا لَهُم على مَذْهَب مَالك لأَنهم مالكيون ثمَّ إِنَّه خرجت عِنْدهم عين مَاء قريبَة من الْبَلدة فَخرج إِلَيْهَا حُسَيْن فَوَجَدَهَا مُمكنَة الْوُصُول إِلَى مَدِينَة الْعلَا فساعده أَهلهَا حَتَّى أجروها إِلَى أَرض هُنَاكَ وخصوه بهَا وَرَأَوا أَن ذَلِك من بركته قَالَ وَلما حججْت فِي سنة سبع بعد الْألف زارني وحَدثني بِحَدِيث الْعين وَسَأَلته عَنْهَا فَأَخْبرنِي أَنَّهَا تبلغ مجْرى من المَاء بِحَيْثُ تستقل وتغني وَأَنه أَحْيَا بهَا أَرَاضِي كَثِيرَة قَالَ وحَدثني فِي تَاسِع عشر ذِي الْقعدَة أَو عشرِيَّة بالمنزلة الْمَذْكُورَة قَالَ حَدثنِي الشَّيْخ مُحَمَّد بن العجيمي النجاري قَاضِي جبلة وزبيد بِالْيمن قَالَ سَأَلت ولي الله مُحَمَّد بن عجيل اليمني فَقلت لَهُ قد تزايد ظلم الأروام وَتجَاوز فَقَالَ قلت للبرهمتوشي يَعْنِي الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد البرهمتوشي الْحَنَفِيّ عَلامَة مصر مِثْلَمَا قلت لي فَقَالَ أنْكرت ذَلِك فَذَهَبت إِلَى الدفتر دَار فَكتبت سَائِر الْمَظَالِم وسافرت إِلَى السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان فَبَيْنَمَا أَنا فِي حلب إِذْ سَمِعت هاتفا جَالِسا فِي الْهَوَاء على كرْسِي فَقَالَ لي

(إِذا نَحن شِئْنَا لَا يدبر ملكنا ... سوانا وَلم نحتج لشخص يدبر)

(فَقل للَّذي قد رام مَا لَا نريده ... وحاول أَمر أدونه يتَعَذَّر)

(لعمرك مَا التَّدْبِير إِلَّا لوَاحِد ... وَلَو شَاءَ لم يظْهر بِمَكَّة مُنكر)

قَالَ فَرَجَعت وسلمت الْأَمر إِلَى الله تَعَالَى قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ

(أرى غَارة الأقدار وللمرء لاحقه ... وَلَو فر منهارا كبا متن شاهقه)

(وَمَا خطّ فِي أم الْكتاب تسوقه ... إِلَيْهِ الْمَقَادِير الَّتِي هِيَ سابقه)

(فَلَا ذاق من صاب التغرب من بَكَى ... على مغربي ضَاعَ بَين مشارقه)

<<  <  ج: ص:  >  >>