(وَبِالْجُمْلَةِ التَّحْقِيق فالأنس موحش ... وَعَما سوى الخلاق شغلك مدحور)
(فيا رب جد بِالْعَفو والصفح وَالرِّضَا ... ففعلي مَذْمُوم فعلك مشكور)
وَقَوله
(وليل أدرنا فضل قاسون بَيْننَا ... فَكَادَتْ قُلُوب السامعين تطير)
(فَلم ندر إِلَّا الْفجْر صَار دليلنا ... إِلَى سفحه السفح فِيهِ نغير)
(وَفينَا هداة للطريق وقادة ... لَهُم كل فضل فِي الورى وصدور)
(فسرنا فَلَا وَالله لم ندر مَا الَّذِي ... قطعناه بعد الْمَشْي كَيفَ يصير)
(فَلَمَّا وصلنا المستغاث أغاثنا ... بِهِ الْغَيْث حَتَّى غوثنا لمطير)
(فزرنا وكل نَالَ مَا كَانَ نَاوِيا ... وفزنا بِوَقْت حسنه لشهير)
(وَمِنْه ركبنَا الجو حَتَّى كأننا ... نُجُوم سَمَاء والسحاب ثبير)
(إِلَى أَن هبطنا قبَّة الْملك الَّتِي ... تسمى بنصر مذ أعَان نصير)
(رَأينَا بهَا عقد الثريا مُعَلّقا ... وَعين الدراري النيرات تُشِير)
(فَلم تَرَ برجا قبلهَا حل منزلا ... يسير إِلَيْهِ النَّاس وَهُوَ يسير)
(وأعجب شَيْء أَن ترَاهَا مُقِيمَة ... وتمشي كَمَا يمشي الْفَتى ويفور)
(وأعجب من هَذَا ترَاهَا عقيمة ... تربي بَنَات النعش وَهِي سَرِير)
(وعدنا فحيانا حَيا فضل سحبها ... بِرِبْح لَهُ وَقع الْغَمَام صرير)
(إِلَى أَن رمتنا بعد عالي مَكَاننَا ... على مغر فِيهَا الْمقَام غرور)
(وَجِئْنَا حمانا مُطْمَئِنين أنفسا ... ععلى أَن مر فِي المكرمات عسير)
وَدخل على شَيخنَا إِبْرَاهِيم بن الخياري الْمدنِي حِين دخل الشَّام زائر بعد انْقِطَاع فانشده معتذرا
(وَمَا عاقني عَن لثم أذيال فَضلكُمْ ... سوى أَن عَيْني مُنْذُ فارقتكم رمدا)
(فعاتبتها حَتَّى كَأَنِّي حبيبها ... فأبدت كلَاما كَانَ قلبِي لَهُ غمدا)
(وَقَالَت لقد كحلت طرفِي برفه ... فأفتحها سَهوا وأغمضها عمدا)
وَهَذَا معنى مبتكر جيد إِلَى الْغَايَة ثمَّ رَاجعه الخياري عَنهُ بقوله
(أيا فَاضلا أبدي لنا فِي نظامه ... لطيف اعتذار سكن الشوق والوجدا)
(وأشفى بلقياه مَرِيض بعاده ... وَقد كَانَ أشفى للبعاد وَمَا أودى)
(فصان لَهُ الْعَرْش مقلته الَّتِي ... ترى كل معنى دق عَن فهمنا جدا)
(لَئِن كحلت بالظرف قد أسكرت بِمَا ... أدارته من مقلوب أحداقها شَهدا)