للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(فَفِي طيه قد كَانَ فِي الْعلم مُجملا ... وَفِي نشره وافي بِكُل عَجِيبَة)

(وَمن عجب الْأَشْيَاء عَليّ بِأَنَّهُ ... كصورة مَاء فِي سراب بقيعة)

(فَمَا غير شمس أشرقت فِي مغيبها ... وَمَغْرِبهَا قد غَابَ فِي المشرقية)

وَهِي طَوِيلَة وَكتب على المشكلات فِيهَا ثمَّ مرض مَرضا شَدِيدا فامر ببلها فبلوها فَعُوفِيَ وَمن فراسته أَن معلم أَوْلَاده عَليّ بأحداد رأى فِي مَنَامه أَنه يمشي فِي عقبه وَصَاحب التَّرْجَمَة يمشي خَلفه ثمَّ تقدم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة يدل ذَلِك على أَن ميلادك قبل ميلادي وَأَنا أَمُوت قبلك فبحث عَن ذَلِك فَوجدَ صَاحب التَّرْجَمَة ولد فِي سنة تسع عشرَة والفقيه ولد سنة ثَمَان عشرَة وَتُوفِّي والفقيه بَاقٍ وَكَانَت وَفَاته نَهَار الِاثْنَيْنِ آخر ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَألف بِمَكَّة وَدفن بمقبرة الشويكة بِالْقربِ من قبر الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى عبد الله بن مُحَمَّد بافقيه رَحمَه الله تَعَالَى

القَاضِي حُسَيْن بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُوسَى الْعَدوي الزوكاري الصَّالِحِي القَاضِي الْفَقِيه الأديب الشَّافِعِي الْمَذْهَب كَانَ أمثل الْفُضَلَاء والأدباء جيد الْفَهم عَجِيب المطارحة رَقِيق الطَّبْع اشْتغل فِي مباديه بِدِمَشْق على وَالِده وَأخذ عَن الشَّمْس الميداني والنجم الْغَزِّي ورحل إِلَى الْقَاهِرَة بعد الثَّلَاثِينَ وَأخذ بهَا عَن الْبُرْهَان اللَّقَّانِيّ وَأبي الْعَبَّاس الْمقري وَالشَّيْخ عَليّ الْحلَبِي صَاحب السِّيرَة وَالشَّمْس البابلي والعلا الأَجْهُورِيّ وَالشَّيْخ مُحَمَّد الْحَمَوِيّ وَالشَّيْخ عَامر الشبراوي وَحج وَأخذ بِالْمَدِينَةِ عَن الشَّيْخ غرس الدّين الخليلي نزيل الْمَدِينَة المنورة بِمَكَّة عَن الشَّيْخ مُحَمَّد بن عَلان الصديقي واقرأ بِدِمَشْق وَأفَاد وَضبط الْكثير وَولي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بمحكمة الميدان والمحكمة الْكُبْرَى سِنِين وَأفْتى على مَذْهَبهم مُدَّة وَكَانَ معاشر اللكبراء لحلاوة ومصاحبته وسكونه وَله شعر كثير من جيده قَوْله

(أرى كل إِنْسَان يرى أَن حِينه ... من الْخطب خَال أَن ذَاك لمغرور)

(وَكَيف وأصل البنية المَاء وَالثَّرَى ... وسوف إِلَى ترب الْقُبُور تصير)

(فَلَا تعتبن خلا إِذا جَار أَو جَفا ... فَأَنت وَرب الْعَالمين كدور)

(فَإِن جنحت مِنْك الظنون لحادث ... فميلك للتوحيد يَا صَاح مبرور)

(فَإِن بَقَاء الْعِزّ فِي وحدة الْفَتى ... كَمَا إِن كثار التَّرَدُّد مَحْذُور)

(وَمَا مذهبي إِنِّي ملول لرفقتي ... وَلَكِن مسلوب الكفاء مَعْذُور)

(أجل إِن أَبنَاء الزَّمَان مَا تفاوتت ... فَمنهمْ خَبِير بالأمور وتحرير)

<<  <  ج: ص:  >  >>