الشَّيْخ خَالِد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمَالِكِي الْجَعْفَرِي المغربي ثمَّ الْمَكِّيّ صدر المدرسين فِي عصره بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وناشر لِوَاء سنة النَّبِي
والمرجع فِي التَّمْيِيز بَين الْحَلَال وَالْحرَام وَالْحَاوِي شَرّ فِي الْعلم وَالنّسب وَالْجَامِع بَين طرفِي الْكَمَال الغزيزي والمكتسب قَرَأَ فِي الغرب على أجلاء شُيُوخ عارفين وأئمة محققين ورحل إِلَى مصر وَأخذ بهَا الحَدِيث عَن الشَّمْس الرَّمْلِيّ وَالْفِقْه والْحَدِيث والعربية عَن الْعَلامَة سَالم السنهوري الْمَالِكِي وَغَيرهمَا ثمَّ توجه إِلَى مَكَّة وجاور بهَا وتصدر للإفادة وَعنهُ أَخذ جمع من الْعلمَاء وَبِه تخْرجُوا كالعلامة مُحَمَّد عَليّ بن عَلان وَالْقَاضِي الْفَاضِل تَاج الدّين الْمَالِكِي وَغَيرهمَا وَلم يزل قَائِما بأعباء الْعلم وَالْعَمَل حَتَّى دَعَاهُ الله تَعَالَى إِلَيْهِ فَمَاتَ لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَألف ونقلت من تَارِيخ الإِمَام عَليّ بن عبد الْقَادِر الطَّبَرِيّ أَنه اتّفق فِي عَام اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَألف أَن وصلت تذكرة من وَزِير مصر أذذاك بإمامة الْمقَام الْمَالِكِي بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام لعَلي بن خَالِد يَعْنِي صَاحب التَّرْجَمَة فباشرها فِي موسم تِلْكَ السّنة مَعَ شركائه فألزمه المترجم بِالْمُبَاشرَةِ فِي نوته فِي جَمِيع السّنة وألزم شُرَكَاء بذلك فَوَافَقُوا وَاسْتمرّ الْحَال إِلَى أَن توفّي فَترك الْمُبَاشرَة بعد وَالِده فِي جَمِيع السّنة إِلَّا فِي الصبخ وَأَيَّام الْمَوْسِم وَصَلَاة التَّرَاوِيح على الْمُعْتَاد