للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وأوطارها وسويداء أجفانها وَنور إنسانها وروح جسمانها وَحل أرقى مَحل فَصَارَ رابطة العقد والحل فحين زَادَت الرنعة على آمادها انعكست عَلَيْهِ الدَّوَائِر بأضدادها فافترسه نَاب النوب وَلَفظه الدَّهْر فِي هوة سوء المنقلب قدم حلب سنة ثَلَاث عشرَة بعد الْألف وَكَانَ يعرف الألسن الثَّلَاثَة وَله فِيهَا إنْشَاء حسن ونظم وإطلاع على فَضَائِل الْعُلُوم فَسَأَلَ من الْوَالِد يَعْنِي الشَّيْخ عمر العرضي أَن يقرىء أحد تلامذته شرح الكافية للرضى ليسمع فَأمر الْوَالِد الشَّيْخ عبد الْحَيّ القوق سبط البيلوني فَكَانَ يسمع ويتقن تِلْكَ الدُّرُوس ويحتفل بهَا وَيسمع لاخى شرح الْمِفْتَاح للشريف وللفقير فِي شرح الطوالع للأصفهاني وتقرب للوزير نصوح حِين تولى كَفَالَة حلب حَتَّى أحبه وولاه قَائِما بمقام الدفتري وَلما تولى الْوَزير الْمَذْكُور كَفَالَة ديار بكر ثمَّ مَاتَ الْوَزير الْأَعْظَم مُرَاد باشا بهَا وجاءته الوزارة الْعُظْمَى بَعثه الْوَزير نصوح رَسُولا إِلَى بِلَاد الْعَجم للصلح بَين السُّلْطَان أَحْمد والشاه عَبَّاس وَكَانَ من جملَة مَا قَالَ خضر للشاه أهل السّنة يعترضون عَلَيْكُم بكونكم تحرمون طَعَام الْيَهُود وَالنَّصَارَى مَعَ كَونه مُخَالفا للنَّص قَالَ تَعَالَى {وَطَعَام الَّذين أُوتُوا الْكتاب حل لكم} فَأمر الشاه الشَّيْخ بهَا الدّين العاملي بِالْجَوَابِ فَكتب رِسَالَة صدرها باسم الشاه وَقَالَ عَنهُ فِي أثْنَاء الْمَدْح شاه عَبَّاس الصفوي الموسوي الْحُسَيْنِي أَرَادَ الْمَنْسُوب إِلَى الشَّيْخ صفي الدّين والى مُوسَى الكاظم وَإِلَى الْحُسَيْن أما نِسْبَة الشاه إِلَى الشَّيْخ صفي الدّين فَلَا شكّ فِيهَا وَأما نسبته إِلَى الْحُسَيْن فَلم تعهد وَذكر أَن استحاق فِي الْأَمَام المرتضى للخلافة وتقدمه على جَمِيع الْآل وَالْأَصْحَاب فَمَا لَا يشك فِيهِ أولو الْأَلْبَاب وَأما تَحْرِيم طَعَام أهل الْكتاب فَأخذ يُجيب بأجوبة كلهَا واهية ثمَّ جَاءَ خضر برَسُول الصُّلْح من جَانب الشاه وَعقد الصُّلْح وَلما توجه الْوَزير نصوح إِلَى قسطنطينة وَصَارَ صَاحب الْحل وَالْعقد عِنْده خضر الْمَذْكُور قيل عَنهُ أَنه قَالَ لبَعض خدام السلطنة أَنا بتدبيري عقدت الصُّلْح وَلَو أسمع كَلَام الْوَزير وتدبيره مَا صَار الصُّلْح فَإِنَّهُ لَا معرفَة لَهُ بِالتَّدْبِيرِ فأسرها فِي نَفسه الْوَزير وولاه دفتر دارية وَأَن وَأخرجه فِي الْحَال من قسطنطينية وَبعث فِي الطَّرِيق وخنقه وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ كَانَ عَالما كَامِلا عَار فَإِذا خطّ حسن وإنشاء مستحسن قَالَ العرضي وَقد أسمعني بعض أشعار لَهُ فِي الطَّرِيق على نمط تائية ابْن الفارض وَذكر لي أَنه نظم الشافية لِابْنِ الْحَاجِب فِي التصريف وَكَانَ قَتله فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَألف رَحمَه الله تَعَالَى

<<  <  ج: ص:  >  >>