للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

خَلِيل بن عبد الرَّحِيم مفتي الشَّام الشهير بالسعساني لكَون وَالِده كَانَ إِمَامًا بسعسع وَأَصله من بَلْدَة علائية من بِلَاد قرمان وأظن أَن صَاحب التَّرْجَمَة ولد بسعسع وَنَشَأ بِدِمَشْق وَقَرَأَ وساد من حِين شبيبته فسافر إِلَى الرّوم ولازم على قاعدتهم وَلم يزل يسمو بِهِ حَظه إِلَى أَن ولي قَضَاء طرابلس الشَّام مرَّتَيْنِ وَولي قَضَاء قيصرية ثمَّ بعد ذَلِك ولي إِفْتَاء الشَّام وَأعْطى رُتْبَة قَضَاء الْقُدس وَكَانَ مهابا جليل الْقدر عالي الهمة نبيه الذّكر وَفِيه مُرُوءَة وسخاء ومعروف ومتانة وتغلب وعزل عَن الْإِفْتَاء فاستقل بِمنْصب بعلبك على طَرِيق التَّأْبِيد وَلم يزل فِي عز وجاه إِلَى أَن توفّي وَكَانَت وَفَاته نَهَار الْخَمِيس تَاسِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَألف وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير رَحمَه الله تَعَالَى

خَلِيل باشا ابْن عُثْمَان الْمَعْرُوف بِابْن كيوان أَمِير الْحَاج الشَّامي وَهُوَ أَخُو إِبْرَاهِيم الْمُقدم ذكره فِي حرف الْهمزَة كَانَ من صُدُور دمشق وأعيانها الْمَشْهُود لَهُم بِالرَّأْيِ الصائب والدولة الباهرة وتخول فِي نعم ورفاهية عَيْش وتملك الْأَمْلَاك الْكَثِيرَة وانقاد لَهُ الزَّمن وأحبه أَرْكَان الدولة وملأ صيته بر الشَّام حَتَّى هابه عربانها وَغَيرهم وَكَانُوا يراجعونه فِي مهماتهم وينقادون لأَمره وَلَا يخالفونه فِي حَال من الْأَحْوَال وَقد أسلفنا فِي تَرْجَمَة أَخِيه إِبْرَاهِيم أَنه كَانَ تفرغ عَن منصبه فِي الْعَسْكَر لِأَخِيهِ خَلِيل هَذَا وَكَانَ لَك ابْتِدَاء ظُهُوره وسافر إِلَى فتح إيوار فِي خدمَة الْوَزير الْأَعْظَم أَحْمد باشا الْفَاضِل سنة خمس وَسبعين وَألف واتصل بِهِ فَأَحبهُ وقربه وَعَاد إِلَى دمشق وَقد رَأس ثمَّ فرغ عَن منصبه لِابْنِ أَخِيه حُسَيْن وَهُوَ على الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى وتقاعد هُوَ بعلوفة فِي خزينة الشَّام مُدَّة إِلَى أَن حدث من الْأَمِير حمد ابْن رشيد أَمِير بادية الشَّام فِي حق الْحجَّاج مَا حدث من النهب والغارة وَفعل الْأَمِير مُوسَى بن تركمان حسن الْآتِي ذكره مَا فعل من الْقَتْل وَاسْتمرّ فِي غيه وضلاله وَأمر الْحَاج فِي اختلال مُدَّة سِنِين وَلم يتَّفق اصلاحه بِحَال حَتَّى عرض ذَلِك على أَرْكَان الدولة فَرَأَوْا من الصَّوَاب تَوْلِيَة خَلِيل باشا هَذَا أَمر الْحَاج فولي الأمرية وَظَهَرت فِيهَا كِفَايَته وأطاعته جَمِيع العربان وَاسْتمرّ ثَلَاث سِنِين وَالْحجاج فِي أَيَّامه مطمئنون فِي بلهنية من الْعَيْش ورخاء وراحة إِلَى أَن توفّي وَهُوَ مُتَوَجّه بهم فِي أول السّنة الرَّابِعَة من تَوليته تمرض يَوْم طلعة الْمحمل وَيُقَال أَن نَائِب الشَّام سقَاهُ سما فَخرج مَعَ الْمحمل وَهُوَ يجود بِنَفسِهِ فأدركه أَجله بالضمين وَحمل إِلَى المزيريب وَكَانَت

<<  <  ج: ص:  >  >>