للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عقيل قَرَأَ عَلَيْهِ طرفا من الشِّفَاء ثمَّ طلب مِنْهُ السَّيِّد عبد الرَّحِيم السمهودي وَأحمد ابْن عراق أَن يحضرا مَعَه فأجابهما السَّيِّد لذَلِك ثمَّ أخبرهُ أَن النَّبِي

حَاضر حَال قِرَاءَته وَهَذِه منحة عظمى وَألبسهُ الْخِرْقَة وأرخى لَهُ العذبة ولقنه الذّكر وَألبسهُ عمَامَته وَألف صَاحب التَّرْجَمَة مؤلفات مِنْهَا حَاشِيَة على التُّحْفَة لجده رد بهَا اعتراضات الْعَلامَة ابْن قَاسم الْعَبَّادِيّ وَاخْتصرَ أَسْنَى المطالب فِي صلَة الْأَقَارِب اختصارا عجيبا وَالْفَتْح الْمُبين فِي شرح الْأَرْبَعين وَالْقَوْل الْمُخْتَصر فِي عَلَامَات الْمهْدي المنتظر لجده أَيْضا وَله رِسَالَة فِي الشَّيْخ الْأَكْبَر محيي الدّين بن عَرَبِيّ سَمَّاهَا شذرة من ذهب من تَرْجَمَة سيد طي الْعَرَب وَكَانَت وَفَاته بِمَكَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَألف وَدفن بالمعلاة بِقرب تربة جده شيخ الْإِسْلَام ابْن حجر رَحمَه الله تَعَالَى

رَمَضَان بن عبد الْحق الْمَعْرُوف بالعكاري الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الْحَنَفِيّ كَانَ عَالما بالفقه والعربية متجرا فيهمَا مقدما فِي معرفتهما وإتقانهما وَكَانَ النَّاس يَجْتَمعُونَ إِلَيْهِ ويقتبسون مِنْهُ وَكَانَ غَايَة فِي جودة التَّعْلِيم وَحسن التفهيم وَله إطلاع زَائِد على فروع الْمَذْهَب مَعَ إتقان أُصُوله وَهُوَ وَإِن اشْتهر بِهَذَيْنِ العلمين فشهرته فيهمَا شهرة تفرد وَهُوَ قيمًا عداهما من الْعُلُوم كَامِل الأدوات عديم القرين أَخذ الحَدِيث بِدِمَشْق عَن الْمُحدث الْكَبِير مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد الْمَقْدِسِي نزيل دمشق وَعَن الإِمَام الْفَقِيه مُحَمَّد بن عَليّ الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بالعلمي شيخ الْحَنَفِيَّة فِي وقته وَقَرَأَ المعقولات والعربية على المنلا أبي بكر السندي نزيل دمشق وعَلى غَيره وبرع وَولي خطابة جَامع سِنَان باشا خَارج بَاب الْجَابِيَة ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الظَّاهِرِيَّة الْكُبْرَى وَرَأس آخر أمره بِدِمَشْق فَكَانَ يُفْتِي فِي حَيَاة الْعِمَادِيّ الْمُفْتِي وَلما مَاتَ الْعَلامَة مُحَمَّد ابْن قباد الْمَعْرُوف بالسكوتي وَكَانَ مفتي الشَّام أَرَادَ نَائِب دمشق أَن يعرض لَهُ بالفتوى فَمَا قبل القَاضِي الْقُضَاة الْمولى دَاوُد بن بايزيد وَعرض بهَا للشَّيْخ عماد الدّين ابْن الْعِمَادِيّ ووجهت لَهُ من طرف السلطنة أَيْضا وَأقَام صَاحب التَّرْجَمَة على وجاهته وتقيده بنشر المعارف والعلوم وَكَانَ يكْتب الْخط الْمَنْسُوب الْحسن وَيعرف اللُّغَة التركية معرفَة تَامَّة وَلَقَد سَمِعت كثيرا مِمَّن أدْركهُ تَرْجِيحه فِي الْفضل على أهل عصر فَلَمَّا اجْتمع فِيهِ مَا لم يجْتَمع فِي غَيره وحَدثني بعض الْعلمَاء نَاقِلا عَنهُ أَنه أخبرهُ فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَنه لما حج اجْتمع بِرَجُل فِي الْحرم الْمَكِّيّ فَقَالَ لَهُ أَنْت إِمَام

<<  <  ج: ص:  >  >>