(أَبُو حسن زيد الْمَعَالِي والتقى ... لَهُ دون أَمْلَاك الورى الْمجد وَالْفَخْر)
(إِذا مَا مَشى بَين الصُّفُوف تزلزلت ... لهيبته الْأَمْلَاك والعسكر المجر)
(وترجف ذَات الصدع خوفًا لِبَأْسِهِ ... فتندك أطواد الممالك والقفر)
(فَلَو قَالَ للبحر المحي أئت طَائِعا ... أَتَاهُ بِإِذن الله فِي السَّاعَة الْبَحْر)
(كريم مَتى تنزل بأعتاب دَاره ... تَجِد ملكا يزهو بِهِ النهى وَالْأَمر)
(تَجِد ملكا يُغني الْوُفُود وينجز الوعود ... وَأدنى بذله الدهم والشقر)
(على جوده من وَجهه وَلسَانه ... دليلان للوفد البشاشة والبشر)
(فَمَا أحنف حلماً وَمَا حَاتِم بِذِي ... وَمَا عنتر يَوْم الْحَقِيقَة مَا عَمْرو)
(هُوَ الْملك الضَّحَّاك يَوْم نزاله ... إِذا مَا الجبان الْوَجْه قطبه السكر)
(لقد قر طرف الدَّهْر مِنْهُ لِأَنَّهُ ... لَدَيْهِ النوال الحلو والقضب المر)
(حَيَاة وَمَوْت للموالي وللعدا ... لقد جمعا فِي كَفه الْجَبْر وَالْكَسْر)
(أنخ عِنْده يَا طَالب الرزق فَالَّذِي ... حواه أنوشر وَإِن فِي عينه النزر)
(وَلَا تصغ للعذال أذناوان وفوا ... بأحسابهم مِنْهُم فَمَا العَبْد وَالْحر)
(وَهل يَسْتَوِي عذب فرات مروق ... وملح أجاج لَا وَلَا التِّبْن والتبر)
(فَلَو سَمِعت أذن العداة لمجده ... مزاياه لاستحيت وَلَكِن بهَا وقر)
(مليك إِلَيْهِ الِانْتِهَاء وَقَيْصَر ... يقصر عَنهُ بل وكسرى بِهِ كسر)
(مليك لَهُ عِنْد الاله مكانة ... تبوأها من قبله الْيَأْس وَالْخضر)
(مليك لَهُ سر خَفِي كَأَنَّمَا يناجيه بِالْغَيْبِ ابْن دَاوُد والحبر ... )
(فَإِن كذبُوا أَعدَاء زيد فحسبه ... من الشَّاهِد المقبول قصَّته الْبكر)
(ليَالِي إِذْ جَاءَ الخصى وَأَكْثرُوا ... أقاويل غي ضَاقَ ذرعا بهَا الصَّدْر)
(فأيقظه من نَومه بعد هجعة ... من اللَّيْل بَيت زَاد فخراً بِهِ الشّعْر)
(كَأَن لم يكن أَمر وَإِن كَانَ كَائِن ... لَكَانَ بِهِ أَمر نفا ذَلِك الْأَمر)
(وَفِي طي هَذَا عِبْرَة لَا ولى النهى ... وذكرى لمن كَانَت لَهُ فطنة نفر)
(فيا زيد قل للحاسدين تحفظُوا ... بغيظكم أَن لَا يطيعكم الصَّبْر)
(فجدي كَمَا قد تعلمُونَ مؤثل ... وكل حمام الْبر يقنصها الصَّقْر)
(من الْقَوْم أَرْبَاب المكارم والعلى ... ميامين فِي أَيْديهم الْعسر واليسر)
(مساميح فِي الأولى مصابيح فِي الدجى ... تصالح فِي معناهم الْخَيْر وَالشَّر)