(فكم تخجل الأغصان مِنْهَا إِذا انْثَنَتْ ... وتغضى حَيَاء من لواحظها البتر)
(لَهَا طرة تكسو الظلام دياجياً ... على غرَّة إِن أسفرت طلع الْفجْر)
(وجيد من البلور أَبيض ناعم ... كعنق غزال قد تكنفها الذعر)
(وَنحر يَقُول الدّرّ أَن بِهِ غنى ... عَن الحلى لَكِن بِي إِلَى مثله نقر)
(وحقان كالكافور ناف علاهما ... من الند مِثْقَال فندبه الصَّبْر)
(رويدك يَا كافور إِن قُلُوبنَا ... ضِعَاف وَمَا كل الْبِلَاد هِيَ الْمصر)
(بدا الْقد غصنا باسقا متأودا ... على تقوى رمل يطوف بِهِ نهر)
(يكَاد يدق الخصر من هيف بِهِ ... روادفها لَوْلَا الثقافة والخصر)
(لَهَا بشر مثل الْحَرِير ومنطق ... رخيم الْحَوَاشِي لَا هراء وَلَا نزر)
(رأتني سقيمانا حلا والها بهَا ... فأدنت لَهَا عود أناملها الْعشْر)
(وغنت بِبَيْت يلبث الركب عِنْده ... حيارى بِصَوْت عِنْده يرقص الْبر)
(إِذا كنت مطبوباً فَلَا زلت هَكَذَا ... وَإِن كنت مسحوراً أَفلا برىء السحر)
(فَقلت لَهَا وَالله يَا ابْنة مَالك ... لما شفني إِلَّا القطيعة والهجر)
(رمتني الْعُيُون البابليات أسهما ... فأقصدني مِنْهَا سهامكم الْحمر)
(فَقَالَت وَأَلْقَتْ فِي الحشا من كَلَامهَا ... تأجج نَار أَنْت من ملكنا حر)
(فوَاللَّه مَا أنسى وَقد بكرت لنا ... بإبريقها تسْعَى بِهِ القنة الْبكر)
(تَدور بكاسات الْعقار كأنجم ... إِذا طلعت من برجها أفل الْبَدْر)
(نداماي نعم والرباب وَزَيْنَب ... ثَلَاث شخوص بَيْننَا النّظم والنثر)
(على الناي وَالْعود الرخيم وقهوة ... يذكرهَا ذَنبا لأقدامنا الْعَصْر)
(فتقتص من ألبابنا وعقولنا ... فَلم ندر هَل ذَاك النعاس أم السكر)
(مُعتقة من عهد عَاد وجرهم ... ومودعها الأدنان لُقْمَان والنسر)
(مشعشعة صفراً كَأَن حبابها ... على فرش من عسجد ينثر الدّرّ)
(إِذا أفرغت فِي الكاس نعم وَأُخْتهَا ... تشابه من ثغريهما الرِّيق وَالْخمر)
(خلا أَن ريق الثغر أشفى لمهجتي ... إِذا ذاقه قلبِي الشجي برد الْجَمْر)
(وأنفع درياق لمن قتل الْهوى ... فهات ارتشاف الثغران سمح الثغر)
(بِهَذَا عرفنَا الْفرق مَا بَين كأسها ... وَبَين مدام الظُّلم إِن أشكل الْأَمر)
(فوَاللَّه مَا أسلو هَواهَا على النَّوَى ... بلَى إِن سلا بذل الندى الْملك لقسر)