للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأوانه وَكَانَ فِيهِ خمس خلال مَعَ خمس قل أَن تَجْتَمِع فِي أحد تواضع مَعَ شرف وهمة مَعَ فقر وفور عقل مَعَ سَلامَة صدر وَفقه مَعَ تصوف ورقة طبع مَعَ صلابة دين وَكَانَت وَفَاته فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَألف وعمره نَحْو السّبْعين

زين الدّين بن مُحَمَّد بن حسن بن زين الدّين الشَّهِيد الشَّامي العاملي تقدم ذكر جده وزين الدّين هَذَا أحد فضلاء الزَّمَان ذكره صَاحب السلافة وَقَالَ فِي تَرْجَمته زين الْأَئِمَّة وفاضل الْأمة وملث غمام الْفضل وَكَاشف الْغُمَّة شرح الله صَدره للعلوم شرحا وَبنى لَهُ من رفيع الذّكر فِي الدَّاريْنِ صرحا إِلَى زهد أسس بُنْيَانه على تقوى وَصَلَاح آهل بِهِ ربعه فَمَا أقوى وآداب تحمر خدود الْورْد من أنفاسها خجلا وشيم أوضح بهَا غوامض مَكَارِم الْأَخْلَاق وجلا رَأَيْته بِمَكَّة والفلاح يشرق من محياه وَطيب الأعراق يفوح من نشر رياه وَمَا طَالَتْ مجاورته بهَا حَتَّى وافاه الْأَجَل وانتقل من جوَار حرم الله إِلَى جوَار الله عز وَجل وَله شعر خلب بِهِ الْعُقُول وسحر وحسدت رقته أنفاس نسيم السحر ثمَّ أنْشد لَهُ قَوْله من قصيدة فِي الْمَدْح مطْلعهَا

(شام برقا لَاحَ بالأبرق وَهنا ... فصبا شوقا إِلَى لجزع وحنا)

(وَجرى ذكر أثيلات النقا ... فَشكى من لاعج الوجد وَأَنا)

(دنف قد عاقه صرف الردى ... وخطوب الدَّهْر عَمَّا يتَمَنَّى)

(شفه الشوق إِلَى بَان اللوى ... فغدا منهمل الدمع معنى)

(أسلمته للردى أَيدي الأسى ... عِنْد مَا أحسن بِالْأَيَّامِ ظنا)

(طالما أمل المام الْكرَى ... طَمَعا فِي زورة الطيف وأنى)

(كلما جن الدجى حن إِلَى ... زمن الْوَصْل بأبدى مَا أجنا)

(واذاهب نسيم من رَبًّا ... حاجر أهْدى لَهُ سقما وحزنا)

(يَا عريبا بالحمى لولاكم ... مَا صبا قلبِي إِلَى ربع ومغنى)

(كَانَ لي صَبر فأوهاه النَّوَى ... بعدكم يَا جيرة الْحَيّ وأفنى)

(قَاتل الله النَّوَى كم قرحت ... كبدا من ألم الشوق وجفنا)

(كدّرت مورد لذاتي وَمَا ... تركت لي من جميل الصَّبْر ركنا)

( ... قطعت أفلاذ قلبِي والحشا ... وكستني من جليل السقم وَهنا)

(فالي كم أشتكي جور الْهوى ... وأقاسي من هوى ليلى ولبنى)

<<  <  ج: ص:  >  >>