(قد صَحا قلبِي من سكر الْهوى ... بعد مَا أزعجه السكر وعبى)
(ونهاني عَن هوى الغيد النهى ... وحباني الشيب إحسانا وحسنا)
(وتفرغت إِلَى مدح فَتى ... سنة الْمَعْرُوف والأفضال سنا)
وَله من قصيدة أُخْرَى مستهلها
(سئمت لفرط تنقلي الْبَيْدَاء ... وَشَكتْ لعظم ترحلي الأنضاء)
(مَا إِن أرى فِي الدَّهْر غير مُودع ... خلا وتوديع الْخَلِيل عناء)
(أبلى النَّوَى جلدي وأوقد فِي الحشا ... نيران وجد مَالهَا إطفاء)
(فقدت لطول الْبَين عَيْني ماءها ... فبكاؤها بدل الدُّمُوع دِمَاء)
(فَارَقت أوطاني وَأهل مودتي ... وحبائبا غيدا لَهُنَّ وَفَاء)
(من كل مائسة القوام إِذْ أبدت ... لجمال بهجتها تغار ذكاء)
(مَا أسفرت وَاللَّيْل مرخ ستره ... أَلا تهتك دونهَا الظلماء)
(ترمي الْقُلُوب بأسهم تصمى وَمَا ... لجراحهن سوى الْوِصَال دَوَاء)
(شمس تغار لَهَا الشموس مضيئة ... وَلها قُلُوب العاشقين سَمَاء)
(هيفاء تختلس الْعُقُول إِذا رنت ... فَكَأَنَّمَا لحظاتها الصَّهْبَاء)
(ومعاشر ماشان صدق ولائهم ... نقض العهود وَلَا الوداد مراء)
(مَا كنت أَحسب قبل يَوْم فراقهم ... أَن سَوف يقْضِي بعد ذَاك بَقَاء)
(فسقى رَبِّي وَادي دمشق وجادها ... من هاطل المزن الملث حَيَاء)
(فِيهَا أهيل مودتي وبتربها ... لجليل وجدي والسقام شِفَاء)
(ورعى ليالينا الَّتِي فِي ظلها ... سلفت ومقلة دَهْرنَا عمياء)
(أَتَرَى الزَّمَان يجود لي بايابها ... وَيُبَاح لي بعد البعاد لِقَاء)
(فَإلَى مَتى يَا دهر تصدع بالنوى ... أعشار قلب مَا لَهُنَّ قواء)
(وتسومني فِيك الْمقَام بذلة ... ولهمتي عَمَّا تسوم إباء)
(فَأَجَابَنِي لَوْلَا التغرب مَا ارْتقى ... رتب الْمَعَالِي قبلك الْآبَاء)
(فاصبر على مر الخطوب فَإِنَّمَا ... من دون كل مَسَرَّة ضراء)
(واترك تذكرك الشآم فَإِنَّمَا ... دون الشآم وَأَهْلهَا بيداء)
وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ شَاعِر متفوق وشعره يدل على قُوَّة طبعه وصمادة فكره وَكَانَت وَفَاته فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَألف