بتعليمه الشَّيْخ بدر الدّين البرديني وتأخرت وَفَاته عَنهُ وانتهت إِلَيْهِ الرياسة بِالِاسْتِحْقَاقِ الذاتي وَكَانَ عَالما بارعا فِي الْعَرَبيَّة وَالتَّفْسِير وعلوم البلاغة وَله شعر لطيف سَائِغ فَمِنْهُ قَوْله
(محب لحر الْوَجْه فِي الترب مرغا ... وصب من الأجفان حَقًا تفرغا)
(أماط الْهوى عَنهُ نقاب سلوه ... وأرخى عَلَيْهِ السّتْر لَيْلًا وأسبغا)
(فيا حاد يَا ركب الملاح ترفقا ... وقصا نباه عِنْد سعدى وبلغا)
(وقولا رَأينَا من تعد ضلوعه ... غراما وَمن نَالَ الضنى مِنْهُ مبلغا)
وَقَوله
(ومجلس لَذَّة أَمْسَى وجيها ... يضيء كَأَنَّهُ بدر مُنِير)
(تجمع فِيهِ مشموم وَرَاح ... وأوتار وولدان وحور)
(تجمعت الْحَواس الْخمس فِيهِ ... بِخمْس يستتم بهَا السرُور)
(فَكَانَ الضَّم قسم اللَّمْس فِيهِ ... وَقسم الذَّوْق كاسات تَدور)
(وللسمع الأغاني والغواني ... لاعيننا وللشم البخور)
وَقَوله فِي القهوة
(أَن تشرب القهوة فِي حانها ... فاللطف قد حف بندمانها)
(حَان حكى الْجنَّة فِي بسطها ... برقة الْعَيْش وإخوانها)
(بِمَائِهَا نغسل أكدارنا ... ونحرق الْهم بنيرانها)
(لاهم يبْقى لَا وَلَا غم إِذْ ... قابلك الساقي بفنجانها)
(يَقُول من أبْصر كَانُوا بهَا ... أُفٍّ على الْخمر وادنانها)
(شراب أهل الله فِيهَا الشفا ... جَوَاب من يسْأَل عَن شانها)
وَقَوله فِيهَا أَيْضا
(اسقنا قهوة غدافية اللَّوْن ... حَلَالا تفرج الْهم عَنَّا)
(وأدرها من خَالص اللَّبن صرفا ... لَا تشب حسنها بِغَيْر فتنا)
(وَاتبع قَول أِشرف الرُّسُل حَقًا ... قَالَ قولا من غَشنَا لَيْسَ منا)
وَذكره الخفاجي فَقَالَ فِي وَصفه تعَاطِي حِرْفَة الزهاده وَفتح حَانُوت السجادة وَادّعى الكرامات وقص منامات لَهَا الْكرَى مَاتَ وَمِمَّا اتّفق لَهُ أَن النَّاس خَرجُوا للدُّعَاء بالاستسقا وَقدر رعى الْقَحْط الْبِلَاد فَلم يدع ثمرا وَلَا وَرقا والجو بالغمام مطبق وجفن السحب بدمع الْقطر مغرق فَلَمَّا دَعَا تجلى وَعَبس وَتَوَلَّى فَقُمْت