وَلما عزل فِي الْمرة الْأَخِيرَة نظم هَذِه الأبيات وَهِي
(رب فَتْوَى ضلت إِلَى غير أهل ... كَانَ توجيهها بِغَيْر صَوَاب)
(أَن حَقًا أضاعه بعض قوم ... أسأَل الله ردّه لِلشِّهَابِ)
(هوارث عَن وَالِد وأخيه ... حق للسيف ردّة للقراب)
وَمِمَّا يستجاد لَهُ من الشّعْر قَوْله
(أيا دير مَرْوَان سقاك غرام ... تروح وتغد وعينهن سَلام)
(وحياك من دير وَحيا معاهدا ... بمغناك مَا ناع الزَّمَان حمام)
(وقفت على ربع بِهِ رَاح دارسا ... وَقد فاع من عرف الرياض خزام)
(فَقلت ولي فِيهِ رسيس صبَابَة ... وَفِي الْقلب مني لوعة وغرام)
(كَأَن لم يكن بَين الْحجُون إِلَى الصَّفَا ... أنيس وَلم تهرق هُنَاكَ مدام)
وَقَوله فِي الْغَزل
(بروحي فتانا بلحظيه فاتك ... يرينا المنايا الْحمر بالأعين النجل)
(يمِيل بقدّ أخجل الْغُصْن والقنا ... يجد على قتل المحبين بِالْهَزْلِ)
(عجبت لهَذَا الْحبّ ترْضى فعاله ... وَأَن هُوَ بعد الْعِزّ بدل بالذل)
وَكتب إِلَى وَالِدي فِي صدر رِسَالَة أرسلها إِلَيْهِ إِلَى الرّوم تَتَضَمَّن عتابا
(أمولاي فضل الله دَامَ لَك الْفضل ... ودمت بِهِ تزهو وَأَنت لَهُ أهل)
(يبعد مني الْقلب مَا عج لغوة ... بجلق حَتَّى مجه الْعقل وَالنَّقْل)
(فَلَا تغضبن أَن الشهَاب لواثق ... بِرُكْن عماد شاده الْمجد وَالْفضل)
(وَأَنت لَا دري بِي وداداً وخلة ... وَأَن لَيْسَ يلوي الْقلب عَن حبكم عذل)
(فقلي قلبِي مثل مَا قد عهدته ... وقلبك فِيمَا أدّعى شَاهد عدل)
وَمن نثره المتحف قَوْله من تقريظ قرظ بِهِ رحْلَة وَالِدي المرحوم الأولى إِلَى الرّوم حمدا لَك يَا من جعل لنا الأَرْض ذلولا لنمشي فِي مناكبها وسخر لنا الْفلك لتجري فِي الْبَحْر بأَمْره ولنمطتي كَاهِل مراكبنا وأمرنا بالسعي ابْتِغَاء فَضله ولطف بِنَا فِي تيسير التسيير فِي بره وبحره وحزنه وسهله وَصَلَاة وَسلَامًا على سيدنَا مُحَمَّد خَاتم الْأَنْبِيَاء الْكِرَام وحاتم الْكَرم الْقَائِل سَافر واتغنموا وَالْمُسَافر من حرم إِلَى حرم وعَلى آله وَصَحبه الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وَالتَّابِعِينَ لَهُم مَا دَار الْفلك الدوار وَبعد فقد وقفنا على هَذِه الرحلة الَّتِي تشد إِلَيْهَا الرّحال وتعجز عَن بكر فكر منشيها