للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

(ونهمته استنباط حكم دَلِيله ... قَضِيَّة عقل أَو قِيَاس مؤلف)

(أَو السّمع لَا التَّقْلِيد أذذاك منهو ... وَكَانَ بنيق بَين قطريه تفنف)

(وَمَا زَالَ للعافي غياثاً وملجأ ... ومنتجعاً يؤوي إِلَيْهِ ويؤلف)

(أمولاي يَا من وَصفه فَاتَ قدرتي ... وَقصر عَنهُ ذَا النظام المؤف)

(أهنيك بالعيد الْأَغَر الَّذِي لَهُ ... خَصَائِص لَا تحصي بهَا أَنْت أعرف)

(وفيت بِمَا وَفِي الْخَلِيل بهَا لمن ... براك فَأَنت المخبت المتحنف)

(وأحييت مَعْلُومَات شهرك بِالَّذِي ... يسن ومعدوداته لَا تكلّف)

(وَصليت قربت النسائك خَالِصا ... لمولاك لَا تزهى وَلَا تتغطوف)

(فشاركت إِذْ وفيت للعيد حَقه ... رجَالًا أهلوا محرمين وعرّفوا)

(يباهي بهم رب السَّمَاء جمَاعَة الملائك ... بعد الْعَصْر سَاعَة وقفُوا)

(لَهُم دعوات لَا تردّ وَرَنَّة ... مذكرة بالنحل حِين يرفرف)

(سَأَلت الْعَظِيم الأيد وَالْملك الَّذِي ... لَهُ قطعُوا عرض الفلاة وأوجفوا)

(بِمن فيهم من صَالح وَبِمَا دعوا ... وَمَا مسحوا الْأَركان تِلْكَ وطوّفوا)

(يهينك مَا أولاك تنفك سالما ... إِلَيْك خطوب الدَّهْر لَا تتطرف)

(ويحميك مَا هَب النسيم وغردت ... أصيلاً حمامات على الأيك هتف)

(وَإِنِّي وأصحابي مَعًا بعد هَذِه ... سيجمعنا ذَاك الجناب المشرف)

(نوافي إِلَيْهِ بعد لأي كأننا ... رذايا عقيب الواردات تخلف)

(وننشدك الْبَيْتَيْنِ لَا ناظرين فِي ... عوامل علم النَّحْو كَيفَ تصرف)

(وَلَكِن لما قد جَاءَ أخوة يُوسُف ... إِلَيْهِ فَأَنت الْيَوْم لَا شكّ يُوسُف)

(إِلَيْك أَمِير الْمُؤمنِينَ رمت بِنَا ... خطوب المنى والهرجل المتعسف)

(ومض زمَان يَا ابْن مَرْوَان لم يدع ... من المَال إِلَّا مسحة أَو مخلف)

(وهاك نظاما زانه وصفك الَّذِي ... يكرم شعرًا حازه ويشرف)

(يميزه الذَّوْق السَّلِيم وَحسنه ... يدق على فهم الغبي ويلطف)

(فكم ناقد للشعر مبلغ علمه ... هُوَ الْوَزْن وَاللَّفْظ الْكثير المرصف)

(وَلم يدر مَا الْمَعْنى البليغ لجهله ... وَلَا الْمَقْصد الغث الركيك المزيف)

(وَمَا السِّرّ إِلَّا فِي معَان مصونة ... عليهنّ ستر لم يزحزحه مغدف)

(وَمثل أَمِير الْمُؤمنِينَ مُمَيّز ... مطل على تِلْكَ الْمَقَاصِد مشرف)

<<  <  ج: ص:  >  >>