تلقيت خَبره من مَجْمُوع الْأَخ الْفَاضِل مصطفى بن فتح الله سلمه الله تَعَالَى وَأنْشد لَهُ من شعره قَوْله يمدح الإِمَام الْمُؤَيد بِاللَّه مُحَمَّد بن أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمَنْصُور بِاللَّه الْقَاسِم ابْن مُحَمَّد بن عَليّ
(بأفعاله يسمو الْكَرِيم ويشرف ... وَيذكر مَا بَين الْأَنَام وَيعرف)
(وَقد يسْعد الله امْرأ مَعَ هَذِه ... بأسلاف صدق بالمكارم تُوصَف)
(فيجتمع الْمجد التليد وطارف ... فَلَا الأَصْل مَذْمُوم وَلَا الْفَرْع مقرف)
(ألم تَرَ أَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد ... بنى شرفا يحظى بِنَبِيِّهِ ويزلف)
(فَلم يكنف الْمولى الْمُؤَيد بِالَّذِي ... بنى بل بنى مجدا يزِيد ويضعف)
(أَلَيْسَ لَهُ أَيَّام وَالِده من المواقف ... مَا لم يحكها قطّ موقف)
(بِهن اسْتَفَادَ الدّين رونق وَجهه ... وَكَانَ تبدي وَجهه وَهُوَ أكاف)
(عَشِيَّة جلّ الْخطب وَالْأَرْض أظلمت ... وأضحت قُلُوب النَّاس وَهِي ترجف)
(وخان الرِّجَال الصَّادِقين ثِيَابهمْ ... وَقل امْرُؤ من وصمة الذل يأنف)
(وأرعشت الْأَيْدِي فَلم يغن صارم ... وَلم ينك قطّ السمهري المثقف)
(وَقد شَمل النَّاس الْبلَاء فلاحق ... بِأَرْض ومستدن لما يتخوف)
(ومدت إِلَى الله الأكف عواتق ... لطمن خدودا والمدامع ذرف)
(هُنَالك رد الله فِي الدّين روحه ... بِهِ وتلافاه وَقد كَاد يتْلف)
(وأرسى بِهِ الدُّنْيَا وَمَا فَوق ظهرهَا ... وَكَانَت بِمن فِيهَا تميد وترجف)
(إِلَى غير هَذَا من مواقفه الَّتِي ... بهَا الدّين أضحى شَمله يتألف)
(وَقَامَ بِأَمْر الْمُسلمين فَأحْسن ... الْخلَافَة إِذْ لَا مثله قطّ يخلف)
(فَبَايعهُ مِمَّن يشار إِلَيْهِم ... يحار إِذا استنزفتها لَيْسَ تنزف)
(نحارير لَو شاؤا وَقد شَاءَ بَعضهم ... لقد ألفوا فِي كل فن وصنفوا)
(فَمَا فاتنا من قَاسم غير وَجهه ... وَلم يفتنا نائل وَتعطف)
(ورفق وبر وانطلاق وَرَحْمَة ... وَبشر وتقريب لنا وتلطف)
(وَعلم وإنصاف وحلم على أَذَى ... ممض يخلي عِنْده الْحلم أحنف)
(ثمال الْيَتَامَى وَالْمَسَاكِين لم يزل ... أبالهم يحنو عَلَيْهِم ويرأف)
(لَهُم قطرت غلظ لَهُ من صَنِيعه ... إِلَيْهِم وَشعر فِي الرؤس مسرهف)
(مجالسه عاف يفاد وعالم ... يُفِيد وَسيف فِي القراب ومصحف)