(وأغصانه فِيهَا ثمار كَأَنَّهَا ... بحمرتها تبدي السرُور تلوما)
(وَلَو أنصفت كَانَت لعظم مصابه ... ذوت واكفهرت حيرة وتندما)
(فَقلت لَهَا مَا كَانَ ذَاك تهاونا ... بِمَا نالنا من رزئه وتهضما)
(وَلكنهَا لما وَضعنَا بِأَصْلِهِ ... غديراً بأنواع الْفَضَائِل مفعما)
(بَدَت خضرَة مِنْهُ تروق وحزنه ... كمين فَلَا تستفظعيه توهما)
(وَمَا احْمَرَّتْ الأثمار إِلَّا لأننا ... سقيناه دمعاً كَانَ أَكْثَره دَمًا)
فَوقف الكوراني على ذَلِك فَقَالَ أبياتاً مِنْهَا
(فيا شجر الْعنَّاب مَالك مثمر ... سُرُورًا وَلم تجزع على سيد الْحمى)
(على رمسه أورقت تهتز فرحة ... وتدلى إِلَيْهِ كل غُصْن تمنما)
(أهذي أَمَارَات المسرة قد بَدَت ... أما لحزن قد أبكاك من دونه دَمًا)
وَمِنْهَا على لِسَان الْعنَّاب
(نعم فرحتي أَنِّي مجاور سيد ... نما حسبا فِي عصره وتكرما)
(وحضرته روض من الْجنَّة الَّتِي ... زهت بضجيع كَانَ بِالْعلمِ مغرما)
(أتعجب بِي إِذْ كنت فِي جنب رَوْضَة ... وحقي فِيهَا أَن أقيم والزما)
(كعادة أَشجَار الرياض فَإِنَّهَا ... تمكن فِيهَا الأَصْل وَالْفرع قد نما)
(وَقد قيل فِي الأسماع إِن كنت سَامِعًا ... خُذ الْجَار قبل الدَّار إِذْ كنت مُسلما)
(أما سَار من دَار الفناء إِلَى البقا ... وَأبقى ثَنَاء بالجميل مُعظما)
(وَمن كَانَ بعد الْمَوْت يذكر بالعلى ... فبالذكر يحيا ثَانِيًا حَيْثُ يمما)
(فَقلت لَهُ يهنيك طيب جوره ... وحياك وسمى الْغَمَام إِذا همى)
(لتسقط أثماراً على جنب قَبره ... ليلقطها من زَارَهُ وترحما)
(فواعجباً حَتَّى النَّبَات زها بِهِ ... فَحق لنا عَن فَضله أَن نترجما)
(فَلَا زَالَت الأنواء مغدقة على ... ثرى قَبره مَا ناح طير وزمزما)
وَمِمَّا اشْتهر لَهُ قَوْله فِي دُخان التبغ
(لقد عنفونا بالدخان وشربه ... فَقلت دعوا التعنيف فَالْأَمْر أحوجا)
(أَلا إِن صل الْغم فِي غَار صدرنا ... عصانا قد خنا عَلَيْهِ ليخرجا)
الصل الْحَيَّة السَّوْدَاء وَمن شَأْنهَا أَنَّهَا إِذا عصيت فِي وَكرها دخن عَلَيْهَا التخرج وللصلاح أَيْضا وَفِيه وَهُوَ معنى حسن