(لَو لم تكن أَيدي إِلَّا كارم لجة ... مَا كَانَ فِي أطرافها الغليون)
والغليون أطلق على سفينة معهودة بَين الْعَوام وعَلى آلَة يوضع فِيهَا ورق التبغ وَيشْرب وَكِلَاهُمَا غير لغَوِيّ وَهُوَ فِي اللُّغَة اسْم للقدر وَفِيه يَقُول عبد الْبر الفيومي صَاحب المنتزه مَعَ احْتِمَال الغليون للمعنى اللّغَوِيّ
(غليوننا لقد غلا ... مَا فِيهِ وَالْمَاء يفور)
(فِي مهجتي ومقلتي ... دخانه أضحى يَدُور)
وللصلاح معمي باسم أَحْمد وَهُوَ قَوْله
(فُؤَادِي محا عَن لوح خاطره الْهوى ... فأثبته صدغ لَهُ قد تسلسلا)
وَله باسم عمر
(تساقط در من سَحَاب مسيره ... إِلَى تَاج روض قل وَمَا كَانَ مُنْقَطع)
وَله باسم يُوسُف
(إِذا صَحَّ تَقْبِيل على خَال خدّه ... أحاول شَيْئا مِنْهُ فِي دَاخل الشفه)
وَمن غرامياته قَوْله
(أَيْن فصل الرّبيع أَيْن الشَّبَاب ... يئست من رُجُوعه الأحباب)
(غادرته مواقع أعدمته ... فشارب الرّبيع رغماً سراب)
(خرس العندليب فِيهِ وأضحى ... صَاحب النُّطْق فِي رباه الْغُرَاب)
(لَو علمنَا أَن الزَّمَان خؤون ... فِيهِ تنأى عَن اللقا الْأَصْحَاب)
(لشفينا من اللِّقَاء قلوباً ... لم يرعها من الزَّمَان انقلاب)
(لَكِن الْمَرْء لَا يزَال غفولاً ... بَين هَذَا وَبَين ذَاك حجاب)
وَله غير ذَلِك وَكَانَت وَفَاته بحلب فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَألف
صنع الله بن جَعْفَر شيخ الْإِسْلَام ومفتي التخت العثماني فِي عهد السُّلْطَان مُحَمَّد وَولده السُّلْطَان أَحْمد الإِمَام الْكَبِير الْفَقِيه الْحجَّة الْخَيْر كَانَ فِي وقته إِلَيْهِ النِّهَايَة فِي الْفِقْه والإطلاع على مسَائِله وأصوله وفتاواه مدونه شهيرة خُصُوصا فِي بِلَاد الرّوم يعتمدون عَلَيْهَا ويراجعون مسائها فِي الوقائع وَكلهمْ متفقون على ديانته وتوثيقه واحترامه وَقد درس بالمدارس الْعلية حَتَّى انْتهى أمره إِلَى أَن صَار قَاضِي قسطنطينية فِي رَجَب سنة ألف وَنقل بعد أَيَّام قَليلَة فِي الشَّهْر الْمَذْكُور إِلَى قَضَاء الْعَسْكَر بأناطولي وَبَقِي فِيهِ إِلَى شَوَّال سنة إِحْدَى وَألف فَنقل إِلَى قَضَاء