(لَا تكلّف فكري بَيَانا فَلَا ... يُمكن وصف الْجمال بالأرجوز)
(فتعجل فالوقت كالسيف والعاقل ... يدْرِي مَا تَحت ذيل الرموز)
وَلما كنت بأدرنة ورد مِنْهُ كتاب لبَعض أخدانه وَأمره بتبليغ السَّلَام إليّ بِاللِّسَانِ وَاعْتذر عَن عدم إرْسَال كتاب مُسْتَقل إِلَيّ فَكتبت إِلَيْهِ قصيدة طَوِيلَة مِنْهَا
(بنفسي من خدره الْمغرب ... هِلَال عَن الْقلب لَا يغرب)
(وَمَا أَنا فِي حبه ثَابت ... تباخل بالكتب أَو يكْتب)
(وَمن لَو وزنت بعشاقه ... رحجتهم والهوى مُتْعب)
(وقيدني الْجُود فِي وده ... فَمَالِي عَن حبه مَذْهَب)
(أَرْجَى لِقَاء رَجَاء الْحَيَاة ... والنجم من قربه أقرب)
(وَيَا من تعجب من رقتي ... حَيَاة قَتِيل النَّوَى أعجب)
(لقد ودعوني فَسَار السرُور ... وَمَا لذلي بعدهمْ مشرب)
(وَلم أر من بعد أنوارهم ... نَهَارا وَلَو أقلع الغيهب)
(وَمَا كنت أَحسب صبري يخون ... ويخدعني برقه الْحَلب)
(وَلَو كنت أملك قلبِي صنعت ... كَمَا صَنَعُوا والهوى أغلب)
وأنشدني يَوْمًا قصيدة غزلية نظمها لم يعلق مِنْهَا فِي خاطري إِلَّا بَيت المطلع وَهُوَ هَذَا
(غُصْن رنحه سكر الدَّلال ... ينثني رَيَّان من مَاء الْجمال)
واقترح عَليّ أَن أنظم على وَزنهَا ورويها قصيدة فنظمت هَذِه القصيدة وعرضتها عَلَيْهِ وَهِي قولي
(شاقني غُصْن نقا تَحت هِلَال ... ينثني نشوان من خمر الدَّلال)
(كل لحظ مِنْهُ نهاب النهى ... يسحر الْأَلْبَاب بِالسحرِ الْحَلَال)
(ترتع الأحداق من طلعته ... فِي رياض بَين حسن وجمال)
(خَدّه كالورد غشاه الحيا ... عرقا كالدر يزرى بالغوالي)
(من عذيري من خَلِيل غادر ... الْجِسْم من سلوته رق الْخلال)
(يعد الْوَصْل وبقضيني الجفا ... ويمنيني ويرضى بالمحال)
(حمل الْقلب من الأعباء مَا ... لَو أقلت صدعت صم الْجبَال)
(يَا بقومي قامة مِنْهُ وَيَا ... خجلة الأغصان مِنْهَا والعوالي)
(ومحيا يفتك النساك حسنا ... ويستعبد ربات الحجال)