(ذُو خلق يَحْكِي شذا رَوْضَة ... قد أحدقت بالورد والآسى)
(فالربيع الطلق وشى الربى ... بردا وَمَا السلسل فِي الكماس)
(ألطف من نسمَة أخلاقه ... عرفتها من طيب أنفاس)
(نزلت فِي دوحته معدما ... فَلم يدع برئي وإيناسي)
(يَا سيدا أنطقني فَضله ... بشكره من بعد إخراسي)
(أَرَاك رَأس النَّاس لامرية ... لذاك تهدى حلَّة الراس)
وجمعني وإياه مجْلِس لأحد الْكِبَار فلعب بالشطرنج وَكَانَ إِذا لعب ظهر مِنْهُ بعض الطيش وَالدَّعْوَى وَكَانَ بِالْمَجْلِسِ بعض الْعلمَاء فأبدى التَّعَجُّب من أطواره فَأَنْشد بديهاً
(لَئِن أمسيت أدنى الْقَوْم سنا ... فعد فضائلي لَا يُسْتَطَاع)
(كشطرنج ترى الْأَلْبَاب فِيهِ ... حيارى وَهُوَ رقعته ذِرَاع)
قلت وَكَانَ مُفردا فِي لعب الشطرنج وَله فِيهِ محنة زَائِدَة وتفرغ أَيَّامًا لحساب حَبَّة الْقَمْح الَّتِي اقترحها وَاضع الشطرنج وَهُوَ صصه بن داهر الْهِنْدِيّ على الْملك الَّذِي وَضعه باسمه وَهُوَ شهرام وَأَرَادَ أَن يسْتَخْرج الْعدَد وصنع جد وَلَا عَظِيما وَأَظنهُ استخرجه وَأَنا قد رَأَيْت بعض الْحساب اعتنى بذلك وَضَبطه ضبطاً قَوِيا وَجعله فِي مصراع من بَيت وَهُوَ قَوْله
(إِن رمت تَضْعِيف شطرنج فجملته ... هَا واه طعجز مدز ودوحا)
وَجُمْلَة ذَلِك ثَمَانِيَة عشر ألف ألف ألف ألف ألف ألف سِتّ مَرَّات وَأَرْبَعمِائَة وَسِتَّة وَأَرْبَعُونَ ألف ألف ألف ألف ألف خمس مَرَّات وَسَبْعمائة وَأَرْبَعُونَ ألف ألف ألف ألف أَربع مَرَّات وَثَلَاثَة وَسَبْعُونَ ألف ألف ألف ثَلَاث مَرَّات وَسَبْعمائة وَتِسْعَة آلَاف ألف ألف مرَّتَيْنِ وَخَمْسمِائة وَاحِد وَخَمْسُونَ ألف وسِتمِائَة وَخَمْسَة عشر وأقلع آخر عَن صبوته فَترك مَحْض أشعاره فِي الْغَزل وقص قوادمها وخوافيها بأشعار فِي الزّهْد وَالْحكم وأبلغ مَا أَنْشدني فِي ذَلِك المعرض هَذِه القصيدة الغراء عَارض بهَا معلقَة امرىء الْقَيْس وقصيدته تلِيق أَن تعلق تَمِيمَة فِي جيد الزَّمَان لما اشْتَمَلت عَلَيْهِ من الْأَمْثَال وَالْحكم والسلاسة وَقد أوردتها برمتها حرصاً على كَثْرَة فائدتها وتعرضت لبَعض إبضاحاتها وَهِي
(توكل على الرَّحْمَن حق التَّوَكُّل ... فَلَيْسَ لما فِي علمه من مبدل)
(لعمر مَا يدْرِي المنجم مَا غَدا ... يكون وَعلم الْحَال عِنْد المحول)