للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

(وَأَنا فَلَا تعجب لفي غَفلَة بِمَا ... يُرَاد بِنَا فِي عَاجل أَو مُؤَجل)

(نسير وَلَا نَدْرِي كركب سفينة ... وَعمر الْفَتى كالفيء جم التنقل)

(ويرشقنا قَوس الخطوب بأسهم ... على أسْهم كالطل يتبعهُ الْوَلِيّ)

(وَنحن نَبَات والزما حصادنا ... أَلَيْسَ بوافي كل شهر بمنجل)

تَشْبِيه الْهلَال بالمنجل مُسْتَعْمل فِي أشعار الْعَرَب كثيرا وَمن أحسن مَا مر لي فِيهِ قَول الشهَاب

(رَأَيْت هِلَال الشَّهْر منجل حاصد ... لَا عمارنا وَهِي الهشيم المحطم)

(وَمَا سلخت تِلْكَ الشُّهُور وَإِنَّمَا ... دياجي الْأَمَانِي الْجلد والشفق الدَّم)

(وآمالنا تزداد فِي كل سَاعَة ... وَمن أضيع الْأَشْيَاء عمر المؤمل)

(إِلَى الله نشكو مَا بِنَا من جَهَالَة ... وَمن تتعبده المطامع يجهل)

(وَمن لم يكن فِي أمره ذَا بَصِيرَة ... يكن هدفاً للنائبات وَيقتل)

(وهم الورى كل على قدر عقله ... وَمَا فَازَ باللذات غير الْمُغَفَّل)

(وَلَا عجب أَن فاوت الْحَظ بَيْننَا ... فَمن رامح نجم السَّمَاء وأعزل)

(ألم تَرَ أَن الطير يرتع شَرها ... وَيحبس فِي أقفاصه كل بلبل)

(وَإِنِّي من الْقَوْم الْكِرَام أولى الوفا ... إِذا بخلت مزن السما لم تبخل)

(وَإِن نَدع عِنْد الجدب نسمح بجهدنا ... وَإِن نَدع يَوْم الْبَأْس لم نتعلل)

(ونرحل بعد النَّاس من كل منزل ... ونصدر قبل النَّاس من كل منهل)

(ويمنعنا فرط الْحيَاء عَن الْخَنَا ... وَإِن كَانَ فينارقة المتغزل)

(ووهابة الأحزان نهابة النهى ... منعمة الْأَطْرَاف عذب الْمقبل)

(رقيقَة خصر لَا ترق لمغرم ... قسية قلب لَا تلين لمبتلى)

(يرى وَجهه فِي وَجههَا من يضمها ... كمرآة هندي براحة صيقل)

(تخادع أَرْبَاب النهى عَن عُقُولهمْ ... وتسحر لب الناسك المتبتل)

(إِذا التفتت نَحْو الخلى بطرفها ... سرى حبها كَالْخمرِ فِي كل مفصل)

(تحوم رماح الْخط حول خبائها ... كَمَا حاطت الْأَهْدَاب مقلة اكحل)

(فكم فِي حماها من سليم مسهد ... وحول خباها من صريع مجندل)

(صرفت الْهوى عَنْهُن لَا خشيَة الردى ... وَذُو الرَّأْي مهما يَأْمر الْقلب يفعل)

(وَربع وقفت العيس فِيهِ فَلم أجد ... بأرجائه غير الْغُرَاب المكبل)

<<  <  ج: ص:  >  >>