وعزل لاختلال وَقع فى الْوَقْف وَولى قسْمَة الْعَسْكَر ثمَّ سَافر الى الرّوم مرّة ثَالِثَة وَصَارَ قاضى بنى سويف وَتوجه اليها فَمَاتَ بهَا وَكَانَ فى أَوَائِل عمره مائلا لجَانب الصّلاح ثمَّ اخْتلف وَكَانَ مفرط السخاء احسن المعاشرة والمحاورة وَكَانَ بَينه وَبَين مُحَمَّد وأخيه أكمل الكريميين مَوَدَّة وصحبة وَجرى بَينهم مفاكهات ومطارحات كَثِيرَة فَمن ذَلِك مَا اتّفق لَهُم وَقد ضمهم مجْلِس فابتدر مُحَمَّد على طَرِيق المساجلة فَقَالَ
(هواى عذرى وَلَا أعذر ... هَذَا على أهل النهى يُنكر)
(يعذلنى اللؤام فى صبوتى ... جهلا وَمَجْنُون الْهوى يعْذر)
(وجدى بِمن تخجل شمس الضُّحَى ... اذا تبدى وَجههَا الانور)
(قد سل من أجفانها أَبيض ... وهز من أعطافها أسمر)
وَقَالَ أَخُوهُ أكمل
(يُرِيك أَن مَاس قِنَا قدها ... غصنا بنوار البها يُثمر)
(ظَبْيَة أنس كم سبت جؤذرا ... وان سبا ريم الفلا الجؤذر)
(تريش من أجفانها أسهما ... يرْمى بهَا حاجبها الموتر)
(لم يقنى من حربها جوشن ... كلا وَلَا درع وَلَا مغفر)
(ينهانى اللائم فى حبها ... هَل أنْتَهى وَالْحسن لى يَأْمر)
وَقَالَ عبد الْكَرِيم صَاحب التَّرْجَمَة
(غادة دلّ أختشى غدرها ... يَا من رأى الغادة لَا تغدر)
(رحت عَلَيْهَا فى الجفا صَابِرًا ... لَكِن عَنْهَا قطّ لَا أَصْبِر)
(ورد الحيا يقطف من خدها ... وماؤه من وَجههَا يقطر)
وَقَالَ أكمل أَيْضا
(دموع عينى فى الْهوى ترسل ... عَمَّا يعانيه الحشا تخبر)
(نمام دمع الصب عاداته ... لكل مَا يطوى الحشا ينشر)
وَكَانَت وِلَادَته فى سنة ثَمَان وَتِسْعين وَتِسْعمِائَة وَتوفى فى سنة سبعين وَألف وَبَنُو العبادى فِيمَا يَزْعمُونَ ينتسبون الى سعد بن عبَادَة سيد الْخَزْرَج الصحابى الْجَلِيل فَعَلَيهِ يكون العبادى بِضَم الْعين والعامة تكسرها فَهُوَ غلط مَشْهُور
عبد الْكَرِيم بن مَحْمُود بن أَحْمد الْمَعْرُوف بالطارانى الميقاتى البعلى الاصل الدمشقى المولد وَالدَّار والوفاة الْكَاتِب الشَّاعِر المؤرخ الملقب كريم الدّين أحد كتاب محكمَة