قَالَ وَسمعت أَبَا سعيد يَقُول من أصلح الله همته لَا يتبعهُ بعد ذَلِك ركُوب الْأَهْوَال وَلَا مُبَاشرَة الصعاب وَعلا بعلو همته إِلَى أَسْنَى الْمَرَاتِب وتنزه عَن الدناءة أجمع
قَالَ وَسمعت أَبَا سعيد يَقُول اشتغالك بِنَفْسِك يقطعك عَن عبَادَة رَبك واشتغالك بهموم الدُّنْيَا يقطعك عَن هموم الْآخِرَة وَلَا عبد أعجز من عبد نسي فضل ربه وعد عَلَيْهِ تسبيحه وتكبيره الَّذِي هُوَ إِلَى الْحيَاء مِنْهُ أقرب من طلب ثَوَاب عَلَيْهِ أَو افتخار بِهِ
سَمِعت أَبَا بكر مُحَمَّد بن عبد الله الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا سعيد بن الْأَعرَابِي بِمَكَّة يَقُول ثَبت الْوَعْد والوعيد من الله تَعَالَى فَإِن كَانَ الْوَعْد قبل الْوَعيد فالوعيد تهديد وَإِن كَانَ الْوَعيد قبل الْوَعْد فالوعيد مَنْسُوخ وَإِذا اجْتمعَا مَعًا فالغلبة والثبات للوعد لِأَن الْوَعْد حق العَبْد والوعيد حَقه عز وَجل والكريم يتغافل عَن حَقه وَلَا يهمل وَيتْرك مَا عَلَيْهِ
قَالَ وَسمعت أَبَا سعيد بن الْأَعرَابِي يَقُول إِن الله تَعَالَى جعل نعْمَته سَببا لمعرفته وتوفيقه سَببا لطاعته وعصمته سَببا لاجتناب مَعْصِيَته وَرَحمته سَببا للتَّوْبَة وَالتَّوْبَة سَببا لمغفرته والدنو مِنْهُ
قَالَ وَسمعت أَبَا سعيد يَقُول إِن الله تَعَالَى خلق ابْن آدم من الْغَفْلَة وَركب فِيهِ الشَّهْوَة وَالنِّسْيَان فَهُوَ كُله غَفلَة إِلَّا أَن يرحم الله عبدا فينبهه وَأقرب النَّاس إِلَى التَّوْفِيق من عرف نَفسه بِالْعَجزِ والذل والضعف وَقلة الْحِيلَة مَعَ التَّوَاضُع لله وَقل من ادّعى فِي أمره قُوَّة إِلَّا خذل ووكل إِلَى قوته
سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الله يَقُول سَمِعت أَبَا سعيد يَقُول مدارج الْعُلُوم بالوسائط ومدارج الْحَقَائِق بالمكاشفة