مِنْهُم أَبُو عَليّ الزجاجي وَالْقَاضِي أَبُو الطّيب إِلَى أَن اسْتَخْلَفَهُ فِي حلقته سنة ثَلَاثِينَ قَالَ الشَّيْخ كنت اعيد كل قِيَاس ألف مرّة فَإِذا فرغت أخذت قِيَاسا آخر على هَذَا وَكنت أُعِيد كل درس مائَة مرّة وَإِذا كَانَ فِي الْمَسْأَلَة بَيت يستشهد بِهِ حفظت القصيدة الَّتِي فِيهَا الْبَيْت واشتهر وارتفع ذكره وَكَانَت الطّلبَة ترحل من الشرق والغرب إِلَيْهِ والفتاوى تحمل من الْبر وَالْبَحْر إِلَى بَين يَدَيْهِ قَالَ رَحمَه الله لما خرجت فِي رِسَالَة الْخَلِيفَة إِلَى خُرَاسَان لم أَدخل بَلَدا وَلَا قَرْيَة إِلَّا وجدت قاضيها أَو خطيبها أَو مفتيها من تلاميذي وبنيت لَهُ النظامية ودرس بهَا إِلَى حِين وَفَاته وَمَعَ هَذَا فَكَانَ لَا يملك شَيْئا من الدُّنْيَا بلغ بِهِ الْفقر حَتَّى كَانَ لَا يجد فِي بعض الْأَوْقَات قوتا وَلَا لباسا وَلم يحجّ بِسَبَب ذَلِك وَكَانَ طلق الْوَجْه دَائِم الْبشر كثير الْبسط حسن المجالسة يحفظ كثيرا من الحكايات الْحَسَنَة والأشعار وَله شعر حسن قَالَ أَبُو بكر الشَّاشِي الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق حجَّة الله تَعَالَى على أَئِمَّة الْعَصْر وَقَالَ القَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْقَاسِم السهروردي كَانَ شَيخنَا أَبُو إِسْحَاق إِذا أَخطَأ اُحْدُ بَين يَدَيْهِ يَقُول أَي سكتة تَأْتِيك وروى أَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ عَن رجل عَن الشَّيْخ قَالَ كنت نَائِما بِبَغْدَاد فَرَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ أَبُو بكر وَعمر فَقَالَ يَا رَسُول الله بَلغنِي عَنْك أَحَادِيث كَثِيرَة عَن ناقلي الْأَخْبَار فَأُرِيد ان اسْمَع مِنْك خَبرا أتشرف بِهِ فِي الدُّنْيَا وأجعله ذخيرة للآخرة فَقَالَ لي يَا شيخ وسماني شَيخا وخاطبني بِهِ فَكَانَ يفرح بِهَذَا ثمَّ قَالَ قل عني من أَرَادَ