للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والتواضع وَقَالَ فِي مُعْجم شُيُوخه نَاب فِي مشيخة دَار الحَدِيث أشهرا فبهرت معارفه وخضع لَهُ الْفُضَلَاء ومناقبه يطول شرحها وَقَالَ ابْن كثير سَاد أقرانه وَسَائِر أهل زَمَانه فِي دراية الْمَذْهَب وَنَقله وَكَانَ مُقبلا على شَأْنه مُسْتَغْرقا أوقاته فِي الِاشْتِغَال والإشغال والمطالعة لَيْلًا وَنَهَارًا وإسماع الحَدِيث وَقد سمعنَا عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم وَغَيره وَكَانَ يدرس بالبادرائية الدُّرُوس الْمَذْكُورَة الْمَشْهُورَة وَإِنَّمَا غَالب إشتغاله فِي الْفِقْه وأصوله وَله مصنفات صغَار وكبار وَبِالْجُمْلَةِ فَلم أر شافعيا من مَشَايِخنَا مثله وَكَانَ حسن الشكل عَلَيْهِ الْبَهَاء وَالْجَلالَة وَالْوَقار حسن الْأَخْلَاق وَكَرمه زَائِد وإحسانه إِلَى الطّلبَة كثير مَعَ أَنه لَا يقتني شَيْئا بل يصرف مرتبه وجامكية تدريسه فِي مَصَالِحه قلت وَقد حكى لي الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي تغمده الله برحمته أَن الشَّيْخ برهَان الدَّين كَانَ مُعظما فِي زَمَانه جدا وَكَانَ يُشَارِكهُ فِي دعامة الْمَذْهَب الشَّيْخ كَمَال الدَّين بن الزملكاني لَكِن الشَّيْخ برهَان الدَّين مُعظم لزهده وورعه توفّي بالبادرائيه فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وَدفن بِبَاب الصَّغِير عِنْد أَبِيه وَعَمه ورثاه الشَّيْخ زين الدَّين ابْن الوردي أَبْيَات مِنْهَا ... قد كَانَ أعظمهم زهدا وأرفعهم ... مجدا وأسهرهم فِي الْعلم أجفانا ... ... مَا أودع الله من فضل لوالده ... الإ وَنحن نرَاهُ فِي ابْنه الآنا ... ... إِنِّي لأصغر نَفسِي لَازِما أدبي ... من أَن أقيم على الْبُرْهَان برهانا ...

<<  <  ج: ص:  >  >>