بطالا مُدَّة وَحصل لَهُ حَاجَة وفاقة ثمَّ تنزل بمدارس الْفُقَهَاء وَحصل لَهُ تصدير بالجامع فَجَلَسَ وأشغل وانتفع بِهِ جمَاعَة وناب فِي الْقَضَاء وَولي قَضَاء الركب سنة عشْرين ثمَّ فِي آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين ترك الْقَضَاء وَكنت أَنا السَّبَب فِي ذَلِك وَاسْتمرّ بطالا إِلَى أَن مَاتَ وَظهر مِنْهُ كَرَاهِيَة الْقَضَاء بعد أَن كَانَ يمِيل إِلَيْهِ ميلًا كثيرا وَفِي آخر عمره نزل لَهُ القَاضِي نجم الدَّين ابْن حجي عَن نصف تدريس الركنية فدرس بهَا درسين أَو ثَلَاثَة وَكَانَ يحفظ كثيرا من الْفُرُوع وَجُمْلَة من ديوَان المتنبي ويتعصب لَهُ ويبالغ ويحفظ أسئلة حَسَنَة من كَلَام السُّهيْلي وَغَيره وهو سليم الخاطر سهل الأنقياد وَكَانَ شكلا حسنا بهيا وَقد كتب شرحا على الْمِنْهَاج فِي أَجزَاء غالبه مَأْخُوذ من الرَّافِعِيّ وَفِيه فَوَائِد غَرِيبَة وَلم يكن لَهُ اعتناء بِكَلَام الْمُتَأَخِّرين وَلَا يَد لَهُ فِي شَيْء من الْعُلُوم سوى الْفِقْه توفّي فِي الْمحرم سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَدفن بمقبرة الشَّيْخ رسْلَان بِالْقربِ من الْمَسْجِد الَّذِي هُنَاكَ على جادة الطَّرِيق على يَمِين المتوجه إِلَى بَاب شَرْقي رَحمَه الله تَعَالَى
٧٥٨ - أَبُو بكر بن عمر بن عَرَفَات الخزرجي الشَّيْخ الْعَالم زين الدَّين
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute