ثمَّ ولي من قبل الْأَشْرَف بن سامي كِتَابَة السِّرّ بالديار المصرية مُدَّة يسيرَة ثمَّ الْقَضَاء عوضا عَن الْعَلامَة شهَاب الدَّين ابْن حجر مُدَّة يسيرَة أَيْضا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقُدس على تدريس الصلاحية وَحج فِي تِلْكَ السّنة وَعَاد إِلَى الْقُدس وَأقَام ملازما للاشتغال والإشغال وَالْفَتْوَى والتصنيف وَكَانَ إِمَامًا عَالما غواصا على الْمعَانِي يحفظ متون أَحَادِيث كَثِيرَة ويسرد جملَة من تواريخ الْعَجم وَكَانَ رَئِيسا مهابا حسن الشكالة ضخما لين الْجَانِب على مَا فِيهِ من طبع الْأَعَاجِم وَلَقَد سَمِعت الشَّيْخ شهَاب الدَّين ابْن حجي يثني عَلَيْهِ ويتعجب من سرده لتواريخ الْعَجم وَقَالَ لي الشَّيْخ جمال الدَّين الطيماني إِنَّه يحل الْكتب المشكلة ويتخلص مِنْهَا تخرج بِهِ جمَاعَة بِبَيْت الْقُدس وصف شرح مُسلم وَغَيره توفّي بِبَيْت الْمُقَدّس فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَبنى بالقدس مدرسة وَلم يُتمهَا
٧٧٩
- مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر القَاضِي الْعَالم جمال الدَّين الشيبي الْمَكِّيّ مولده فِي أول سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة رَحل إِلَى مصر وَالشَّام وَغَيرهمَا واشتغل فِي الْعلم وَأخذ عَن مَشَايِخ ذَلِك الْوَقْت وَرجع إِلَى مَكَّة وَولي إِمَامَة الْبَيْت فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَولي قَضَاء مَكَّة فِي شعْبَان سنة ثَلَاثِينَ قَالَ لي بعض عُلَمَاء مَكَّة وحفاظها كَانَ رَحمَه الله قد